الأحد، نوفمبر 01، 2009

أسعار النفط حائرة بين نهاية الأزمة رسميا والمعطيات الواقعية جريدة اليوم


أسعر النفط حائرة بين نهاية الأزمة رسميا والمعطيات الواقعية

تحليل - أيمن سيف
تراجعت أسعار النفط للأسبوع الأخير منهية الجمعة قرب 77 دولارا للبرميل بعد صدور مؤشرات ثقة المستهلكين يوم الجمعة بأسوأ مما كان متوقعا، وكانت ضغوط البيع واضحة كلما اقتربت اسعار الخام من مستوى 80 دولارا أو تجاوزته قليلا على الرغم من التفاؤل الذي ساد الأسواق يوم الخميس نتيجة لإعلان الحكومة الأمريكية الخروج من الأزمة المالية بوقف إجراءات التحفيز وخطة الإنقاذ وكذلك تحقيق الناتج المحلي الإجمالي نموا ملحوظا، غير أن المستثمرين بقوا على حالة التردد في نظرتهم للمستوى الحالي للاسعار ويعتقد الكثير منهم أن هذه المستويات مرتفعة جدا قياسا بحالة الطلب على الطاقة ولا يمكنهم المراهنة بالاحتفاظ بمراكزهم عند مستويات عالية، بالاضافة إلى رغبة جني أرباح بعد وصول الأسعار مستويات 82 دولارا خلال الأسبوع السابق، وكانت البيانات التي صدرت يوم الخميس أفضل من المتوقع لنمو إجمالي الناتج المحلي الامريكي سرعان ما دفعت الأسواق إلى الأعلى فمؤشر داو جونز الصناعي +2 في المائة وانتعشت أسعار السلع الأساسية بما فيها خام غرب تكساس 3.1 في المائة لتغلق الخميس عند 79.87 وتجاوزه بداية الجمعة إلى لفترة وجيزة فوق 80 دولارا لكن ذلك لم يستمر طويلا وعاد إلى التراجع حتى نهاية الجلسة وإغلاق الأسبوع. ويمكن القول إن إعلان نهاية الأزمة المالية الذي صدر رسميا له انعكاسات متعددة الجوانب فقد تكون الأزمة انتهت من الناحية النظرية ومن وجهة النظر الرسمية ولكن الأسواق تتعامل بالمعطيات الواقعية فالجانب الأهم الذي ينظر إليه هو مجموعة من المؤشرات والبيانات الاقتصادية يقف على أولويتها تقرير البطالة فنسب البطالة لا تزال مرتفعة قياسيا عند أعلى قيمها في عقدين، والتقرير الآخر هو مؤشر ثقة المستهلكين الذي يعكس مدى قدرة المستهلكين على الانفاق والجانب الأخير هو مخزونات النفط التي تعكس معادلة العرض والطلب فالمخزونات المرتفعة تشير إلى وجود فائض كبير في العرض لا يتوقع أن تواجه السوق أزمة قريبة في الحصول على النفط، كل هذه العوامل هي البيانات والمؤشرات الحقيقية على نهاية الأزمة فعليا وهي لا تزال تراوح عند أرقام قياسية لا تؤشر إلى نهاية حقيقة.

ليست هناك تعليقات: