الأحد، نوفمبر 15، 2009

أسعار النفط خارج تأثير معادلة الأسواق المالية الأخرى

يأتي انخفاض النفط يوم الجمعة إلى أدنى قيمه خلال شهر واحد استمرارا لمرحلة التراجع التي بدأت قبل ذلك بمخاوف المستثمرين من إمكانية حدوث ركود سنوي في الطلب الأمريكي على الطاقة، وعلى ضوء ذلك تداولت أسعار النفط الخام الخفيف تسليم ديسمبر خلال الأسبوع الأخير بين 80.50 كأعلى قيمة و 75.50 أدنى قيمه قبل أن تنهي الجمعة عند 76.50 دولار للبرميل الواحد، وبقي النفط هذا الأسبوع خارج تأثير معادلة الأسواق المالية الأخرى التي شهدت ارتفاعا تاريخيا في الذهب وارتفاعات ملحوظة في اسواق الأسهم، وخلافا لما كان عليه الوضع معظم هذه السنة حينما كانت أسعار النفط ترتفع تأثرا بانخفاض الدولار أحيانا وبحركة أموال المستثمرين بين مختلف الأسواق ولجوئهم الى سلعة النفط كملاذ وحماية وحجم الأموال الهائلة التي كانت تضخ في عقود النفط الخام من الصفقات المتبادلة لأجل حماية الاستثمارات من ضعف الدولار، وبزوال هذه العوامل ولو مؤقتا فإنه ولابد أن يعود سوق النفط لعوامله الأساسية التي تجاوزها في مراحل سابقة كنتيجة حتمية لإدراك المستثمرين أن النفط ليس المادة الأنسب حاليا لهذه الوظيفة وربما يكون هناك بدائل متوفرة مثل الذهب وسلع أخرى. وفي هذا المجال كان التأثير الأكبر هذا الأسبوع لبيانات الطاقة الأسبوعية التي صدرت الأربعاء وأكدت أن المصافي الأمريكية تعمل في أدنى مستوياتها مقارنة بالموسم نفسه من كل سنة، وإذا كان التبرير لارتفاع الأسعار وكان تراجع فائض النفط في بعض المراحل من الاسابيع الاخيرة عزز آمالا لدى متابعي الأسواق بانتعاش الاقتصاد الامريكى وبداية عودة التوازن بين العرض والطلب، لكن الأرقام اليوم بينت تراجع الاستهلاك في الأسبوع الذي انتهى 6 نوفمبر الى ادنى مستوى لم يشهدها منذ 26 يونيو، ولا تزال التوقعات متباينة حول حركة الأسعار القريبة بينما يتوفع بعض المحللين أن يستمر التداول في حدود 76 - 82 دولارا، يثير البعض مخاوف من تصحيح قادم في أسعار الأسهم ومن استمرار تباطؤ وتيرة الطلب ربما يؤدي إلى تراجع النفط تحت مستوى 75 دولارا مرة اخرى.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13302&P=15

ليست هناك تعليقات: