السبت، أكتوبر 03، 2009

هبوط أسعار النفط عند 69.65 دولار وتقلص مكاسب الأسبوع الماضي جريدة اليوم

هبوط أسعار النفط عند 69.65 دولار وتقلص مكاسب الأسبوع الماضي

تحليل: أيمن سيف

استهلاك العالم السنوي يبلغ 30.56 مليار برميل نفط

هبطت أسعار النفط في نهاية تداولات الأسبوع الماضي لتقف عند 69.65 دولار وتقلص من المكاسب التي تحققت منذ بداية الأسبوع حيث ارتفعت من 65 دولارا إلى أعلى من 71 دولارا للبرميل ، وجاء التراجع الأخير على خلفية مؤشرات من الاقتصاد الاميركي بأنه لا يزال في منتصف حالة الركود مما جدد الشكوك في إمكانية ارتفاع الطلب على الوقود قريبا في أكبر دولة مستهلكة للنفط ، وتوقفت بذلك الزيادة في الأسعار التي استمرت ليومين بعد أن أوضح تقرير الوظائف بأن عدد الامريكيين الذين تقدموا بطلبات إعانة البطالة قد ارتفع ، ويبدو أن أسعار النفط ما تزال تواجه صعوبة في تجاوز 75 دولارا وقد تواجه المزيد من الضغوط في الأشهر القليلة التالية ، والأسس التي يقوم عليها هذا الافتراض هي أن الصورة الإجمالية عن أساسيات الأسواق لا تدل على أن الاقتصاد يمضي بسرعة في الطريق الصحيح نحو ارتفاع ملحوظ في الطلب مع استقرار العرض أو حتى زيادته كما هو الحال في روسيا حيث ارتفع إنتاج روسيا 400 ألف برميل إلى 10.01 مليون برميل يوميا في شهر سبتمبر بدلا من 9.97 مليون برميل في أغسطس الماضي لكي تضاف هذه الكمية إلى المعروض في الأسواق ، ومن الواضح أن العلاقة بين أسعار النفط والمشتقات حاليا ليست واقعية ولذا يتوقع أن يواجه قطاع المصافي الأمريكية و الخاصة منها بشكل أكبر مشاكل مالية في وقت لاحق من هذا العام مع تراجع الطلب على الوقود وانخفاض أسعاره بوضع يمكن أن يهدد قدراتها على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه البنوك ويرجع ذلك إلى الفرق النسبي بين أسعار الخام المرتفعة وأسعار الوقود المنخفضة مما يؤثر على حجم الأرباح .
ومع وجود كميات فائضة من القدرة الانتاجية العالمية تبلغ حوالي 6 ملايين برميل يوميا خصوصا بعد تخفيضات أوبك ، إلا أن المهتمين في هذا القطاع ينظرون إلى ما هو أبعد من ذلك نحو إيجاد المزيد من الاحتياطات التي ستكون مطلوبة في المدى البعيد ولهذا فقد استقبل قطاع النفط العالمي في الفترة الأخيرة العديد من الأنباء عن وجود احتياطات عالمية ضخمة غير مكتشفة حتى الآن وامتدت هذه الاكتشافات الجديدة على جانبي الأطلسي من البرازيل إلى سيراليون لتؤكد وجود الامكانية دائما في استحداث مناطق نفطية جديدة ، ولكن هذه الاكتشافات ربما تساعد في تأجيل أزمة نفط عالمية محتملة وقد لا تكون كافية لمنعها عندما يتعافى الاقتصاد العالمي من جديد ، خصوصا أن هذه الاحتياطات الضخمة المتوقعة لن تكون جاهزة للاستخدام في وقت قريب لأن عملية التنقيب والانتاج الفعلي تستغرق وقتا طويلا وما يؤجل البدء الفعلي في ذلك ربما ارتفاع كلفة الانتاج فمعظم هذه النشاط الاستكشافي بدأ العمل فيه بجدية أثناء فترة أسعار النفط المرتفعة التي دفعت بالشركات إلى زيادة هذا النشاط وتطوير تقنيات جديدة للبحث في مناطق عالية الكلفة لكن تراجع الأسعار الحالي قد يخفف من الاهتمام بهذا النشاط من جديد .
لا شك أن الاحتياطي العالمي المعلن 903 مليارات برميل من النفط وبمعدل استهلاك سنوي يبلغ حوالي 30.56 مليار برميل سيكون كافيا لأمداد العالم بالنفط لمدة 30 سنة تقريبا قابلة للنقصان في حال وجود زيادة على الطلب ، هذا إذا تجاهلنا النمو المتوقع من الطاقة البديلة التي يجري النشاط الحثيث في تطويرها وإحلالها بدلا من النفط ، ولكن الواقع يؤكد أنه لا يمكن الانتظار حتى الوصول إلى نهاية الطريق فالأزمة المالية الراهنة ساعدت في تقليص الطلب على النفط وأجلت حدوث أزمة طاقة عالمية إلى أجل غير مسمى ولم تؤكد أو تمنع وصولها ويمكن أن تبدأ مثل هذه الأزمة قبل 2014 أي قبل بدء الانتاج الفعلي المتوقع في الحقول الجديدة وهذا يعتمد على سرعة التعافي الاقتصادي فإذا عاد الاقتصاد إلى معدل نمو 4 في المائة سنويا فإن العالم سيكون بحاجة إلى 4 ملايين برميل إضافية من النفط لتفادي ارتفاع حاد في الأسعار ، ويبقى الخلاف على مدى أهمية أي اكتشافات جديدة وما إذا كانت سوف تحدث تغيرا ملموسا على الامدادات في المدى البعيد ، ومع التسليم بالأرقام الجديدة وإن كانت غير دقيقة بتوقعات أن تضم 50 مليارا في خليج المكسيك وبين 50 و80 مليار برميل من النفط في البرازيل ، فكل هذا يمكن أن يضيف نسبة مئوية إلى الانتاج العالمي أو زيادة في عدد السنين المتوقعة وبالتالي في تأجيل أزمة عالمية جديدة وليس منعها .


http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13260&P=14

aymansaif@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: