الأحد، سبتمبر 20، 2009

«الشكوك» تحوم بأسعار النفط بإيعاز من «الدولار» و«العاطلين»

«الشكوك» تحوم بأسعار النفط بإيعاز من «الدولار» و«العاطلين»

جريدة اليوم السعودية
استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام على انخفاض طفيف يوم الجمعة متأثرة في اتجاهها بسعر صرف الدولار الأمريكي، مقابل العملات الرئيسية الذي أظهر بدوره تحسنا طفيفا بعد الانخفاضات الأخيرة المتتالية، وسجل سعر الاغلاق في خام غرب تكساس عند 72 دولارا للبرميل بينما كان قد ارتفع أثناء تداولات الأسبوع أعلى من 73 دولارا للبرميل بزيادة 5 دولارات للبرميل، مبتعدا عن أدنى سعر له في بداية الأسبوع عند 68 دولاراً، لكن يبدو أن المستثمرين فضلوا في الوقت الراهن عدم المراهنة أبعد من الأسبوع الحالي على الأسعار المرتفعة .
وبذلك فإن أسواق النفط ما زالت في نطاق بين 62 -75 دولارا خلال أكثر من شهرين، وهي تسير في اتجاهين متعاكسين خلال هذه الفترة، مدفوعة في اتجاه الارتفاع بضعف الدولار ومكاسب أسواق الأسهم التي تحسنت مؤخرا بناءً على تقارير البطالة الأمريكية التي أظهرت انخفاضا على غير المتوقع الاسبوع الماضي كإشارة مبدئية بأن سوق العمل يتراجع بوتيرة أبطأ مما كان عليه سابقا وهذا بحد ذاته في المرحلة الحالية يعتبر مؤشرا إيجابيا يضفي تفاؤلا بقرب نهاية الأزمة وبدأ الانتعاش الاقتصادي الذي من شأنه أن يعزز الطلب على النفط ومشتقاته، وبينما واصل الدولار في الآونة الأخيرة تراجعه مقابل العملات الرئيسية، ليصل إلى أدنى مستوياته هذا العام مقابل اليورو، مما أدى المستثمرين ان يتجهوا نحو السلع الأساسية، وخاصة الذهب والنفط الخام، باعتبارها ملاذا آمنا،.وهذا ما أكدته اسعار الذهب المرتفعة في إغلاقها فوق 1000 دولار للأونصة وبقيمتها العليا التي تحققت هذا الأسبوع عند 1024 دولارا وهي تقترب من أعلى قيمها التاريخية 1032 دولارا. . وفي الجانب المعاكس، فإن البعض ما زال ينظر إلى الأداء الاقتصادي بأنه متواضع ويعطي مؤشرا لضعف الطلب على النفط، وهنا يعتقد المحللون أصحاب هذا الرأي أن هناك زيادة متراكمة من المخزون ومن العرض في أسواق الخام والمشتقات لا تدعم بدورها أي أسعار أعلى من 70 دولاراً، ومن المتوقع حدوث انخفاض حاد في الطلب على النفط الخام من المصافي الامريكية بسبب الاغلاقات المؤقتة لأعمال الصيانة الموسمية في المرافق ، وما يؤكد هذا التوجه هي تقارير المخزونات التي لا يمكن تجاهلها فقبل قدوم فصل الشتاء، فإن المخزونات المتوافرة من وقود الديزل وزيت التدفئة في الولايات المتحدة تقف اليوم عند أعلى مستوياتها منذ يناير 1983 ومخزونات البنزين عند مستويات 1990 في أعلى قيمها منذ 18 عاماً، وذلك حسب تقارير وكالة الطاقة الامريكية. فإذا كانت أسعار النفط ترتفع بموازاة التفاؤل بانتعاش أسواق الأسهم وضعف الدولار المبنية على تقارير وبيانات الاقتصاد، فإن أي تصحيح محتمل يضيف مزيدا من الشكوك حول مستقبل الأسعار خلال الربع الأخير من 2009.

aymansaif@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: