الأحد، أغسطس 09، 2009

«الانتعاش الاقتصادي» ينذر بأزمة حادة للطاقة

أيمن سيف

aymansaif@hotmail.com

واصلت أسعار النفط الخام إرتفاعها منذ بداية الأسبوع 3 - 7 أغسطس لتصل ذروتها يوم الجمعة عند 72.77 دولار للبرميل ، ولكنها سرعان ما تراجعت في الساعات الأخيرة تحت ضغط من جراء انتعاش الدولار بتاثير من تراجع معدلات البطالة في الولايات المتحدة وبذلك انهى النفط الخام تداولات الأسبوع عند 70.50 دولار وهذا السعر ما يزال مرتفعا أيضا عن بداية الأسبوع ، وجاء في تقرير وزارة العمل الأمريكية أن معدل البطالة انخفض بشكل غير متوقع بنسبة 9.4 ٪ في يوليو الماضي ، ولكن سوق النفط التي تتحرك بعيدا عن مؤثراتها الأساسية في العرض والطلب ما زالت تتأثر بقوة سعر صرف الدولار أمام العملات الأخري والذي وصل بدوره إلى أقوى نقطة له مقابل اليورو في نهاية الأسبوع وإرتفع مؤشر الدولار مقابل العملات الرئيسية مجددا إلى 79 % ، وإذا رجعنا إلى الدولار فإنه كان له تأثير كبير على أسعار النفط لعدة اشهر ، وجزء كبير من المتاجرة بالنفط تستخدم للتحوط ضد التضخم عندما يضعف الدولار في الآونة الأخيرة.

بنظرة سريعة على أسعار النفط فإنها لا تزال مرتفعة بنسة 19% منذ منتصف يوليو الماضي بناء على توقعات بالتحسن في الأداء الاقتصادي وذلك ما تظهره البيانات والتقارير الاقتصادية الأسبوعية المتتالية وهو ما سيدفع بالمزيد من الطلب على النفط إلى أعلى من الوضع الموجود حاليا ، وبالرغم أن الطلب الحالي ما زال ضعيفا والامدادات وفيرة فإن هذا يبقى على إحتمالات أن تعود أسعار النفط إلى التراجع في المدى القريب ما لم تظهر علامات أكثر وضوحا على نهاية التعافي من الأزمة قريبا. ، ومن جانب آخر يعتقد بعض مراقبى الأسواق أن السلع الأساسية من النفط والمعادن تستعد للصعود مع زياة الإنفاق الحكومي في جميع أنحاء العالم لتحفيز الاقتصاد وهو ما سيزيد الانتعاش في الطلب على النفط ، فإذا نظرنا إلى المؤشر العام لاسعار السلع سنجد أن السلع قفزت 15 % هذا العام بعد انخفاض 36 % في عام 2008 في أكبر هبوط خلال نصف قرن بسبب الكساد العالمي الذي واكب الأزمة المالية هذا العام ، ومع توقعات بأن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.5 % فى عام 2010 ، فإن الطلب على السلع الساسية سيرتفع من صناديق الاستثمارات وغيرهم من محركي الأسواق .

إذا فأن المخاوف من تضخم الطلب على السلع الأساسية تبقى قائمة عند عودة الإنتعاش بشكل فعلي إلى أسواق العالم ويعتقد أن هناك نقص في إنتاج المواد الخام في العام المقبل على الأرجح ، فإذا كانت التوقعات تتفاوت في توقيت إنتعاش الأقتصاد العالمي فإنها تتفق بأن هناك أزمة للطاقة يمكن أن تكون قادمة وتشل الاقتصاد العالمي بسبب الزيادة السريعة في الطلب والتي لن يقابلها زيادة في الانتاج لأن معظم عمليات تطوير حقول النفط والاكتشافات الجديدة لا تنمو حاليا بشكل مرضي بالرغم أنه لا يزال هناك الكثير من النفط في العالم بإنتظار التطوير.


http://www.alyaum.com/issue/search.php?sT=2009&sFD=01&sFM=01&sTD=31&sTM=12&sB=%C3%ED%E3%E4+%D3%ED%DD&sBT=0&sA=0&sP=0&sO=1&sS=1

ليست هناك تعليقات: