الأحد، يوليو 26، 2009

موجة من زيادة العرض تثني أسعار النفط عن ملامسة 70 دولارا

واصلت أسعار النفط إرتفاعها في موجة جديد من التفاؤل بأن يزداد الطلب على النفط من جديد مع نهاية العام الحالي وأنهت عقود الخام الأمريكي عند 68.05 دولار لتحقق زيادة 13% خلال الأسبوعين الأخيرين فقط مع إرتفاع توقعات المراقبين في الأسواق نحو تحسن أوضاع الاقتصاد العالمى ، في الولايات المتحدة أظهرت الشركات الرئيسية هناك نتائج إيجابية أفضل مما كان متوقعا وهذا ما انعكس على أسواق الأسهم الأمريكية حيث حققت أفضل أداء لها منذ 7 أشهر أي بداية 2009 وهذه الأجواء باتت تعزز الاعتقاد بأن الانكماش ربما يكون قد وصل نهايته فعلا وأسوأ الأمور باتت في الخلف وبدأت الآن مرحلة التعافي والخروج من الأزمة وفي النهاية فإن ذلك سينعكس حتما على الزيادة في حجم الاستهلاك والطلب على النفط الخام ومشتقاته.

بدأ إتجاه السوق خلال الأسبوع الأخير منذ يوم الأربعاء بشكل واضح نحو الارتفاع الأسعار فسجلت الاسعار زيادة 3 دولارات يوم الاربعاء وحده على ضوء صدور تقرير ادارة معلومات الطاقة الامريكية عن المخزون النفطي الاسبوعي للخام والمشتقات الأخرى ، توقعات المحللين كانت في تراجع مخزونات النفط من 1.2 مليون إلى 2.1 مليون برميل ، بينما توقعات المعهد الأمريكي للبترول كانت تشير الى تراجع 3.1 مليون برميل ، ورغم هذه التوقعات المتناقضة تبقى الأنظار مركزة دائما عند صدور التقرير الحقيقي وفي النهاية أظهر التقرير انخفاض مخزونات الخام بمقدار 1.8 مليون برميل ليصل المخزون العام 342.7 مليون برميل ، ورغم ذلك يبقى هذا المخزون أعلى من المعدل السنوى ، ولكن مخزونات البنزين التى كانت من المتوقع أن ترتفع بمقدار 650 إلى 700 ألف برميل إرتقعت بواقع 800 ألف برميل بينما مخزونات المنتجات المكررة الأخرى بما في ذلك زيت التدفئة والديزل ارتفعت بمقدار 1.2 مليون برميل بأقل قليلا من التوقعات بحوالى 147 ألف برميل.
ونتيجة لوفرة مخزونات الوقود والمنتجات فإن التوقعات بانخفاض تشغيل المصافي الى 84 % من قدرتها الكلية جاءت صحيحة ، انتاج البنزين ارتفع بشكل طفيف ليبلغ في المتوسط 9.2 مليون برميل وارتفع انتاج المشتقات الأخرى أيضا ليبلغ في المتوسط نحو 4.1 مليون برميل يوميا . أما الطلب على البنزين فإنه يتراوح في المتوسط عند 9.2 مليون برميل يوميا ، بزيادة 0.7 ٪ عن مستويات العام الماضي ، والطلب على المشتقات المكررة ما زال أقل بنسبة 11 ٪ عن العام.

من ناجية أخرى فإن التفاؤل الذي ساد بين المتعاملين في قطاع الطاقة هذا الاسبوع جاء بارتفاع 8.7 ٪ في أسعار النفط الخام و 9.5 ٪ في البنزين و 11.5 ٪ في زيت التدفئة يضاف إلى التقلبات السعرية التى لا تشجع شركات النفط على التوسع في مشاريعها وتبقى هذه الشركات بانتظار حدوث ارتفاع ملموس واستقرار للاسعار فوق مستويات تعتبرها مجدية ويمكن توقع بدء امثل هذا النشاط في العام القادم في حال انتعاش الاسعار مع نهاية 2009 الى مستوى مقبول عن ما هو عليه اليوم ، خاصة أن التوقعات الحالية هي أكثر تفاؤلا مما كانت عليه قبل بضعة أشهر، ولكن إذا استمرت الأسعار في حالة عدم الاستقرار حتى نهاية العام ، فإن شركات النفط قد تتجه الى المزيد من خفض الإنفاق في برامجها على الأقل لحماية التدفقات النقدية ، حيث شهدت شركات التنقيب عن النفط تراجعا في أعمالها خلال الاشهر الاخيرة مع انخفاض أسعار السلع الأساسية وأسعار النفط ، وكانت أزمة أسواق الائتمان والركود جاءت بنتائج عكسية أدت الى انخفاض الطلب على الطاقة وذلك ما دفع تلك الشركات لخفض الإنفاق على مشاريع النفط والغاز.

ليست هناك تعليقات: