الأحد، يوليو 12، 2009

شكوك التعافي من الأزمة العالمية يفقد أسواق النفط تفاؤلها

aymansaif@hotmail.com

النفط والإنتاج والاستهلاك

من الواضح أن الفترة الحالية لمسار أسواق النفط تتأثر بشكل مباشر بالمعطيات العامة للاقتصاد ويعكس تراجع الأسعار المستمر من مستوي 73 دولار الى أقل من 60 دولار للبرميل خلال أسبوعين واقع المخاوف والشكوك في سرعة التعافي من الأزمة الراهنة بعد البيانات الاقتصادية الهامة التي أوقفت حالة التفاؤل التي سادت الاسواق خلال الأشهر السابقة.

ولمعرفة واقع أسواق النفط والنظر أكثر حول ضعف الأداء وعدم قدرة الأسعار حاليا على البقاء مستقرة فوق مستوى سعرى يكون مقبولا من المنتجين من المجدى أن ننظر في العلاقة بين استهلاك النفط والإنتاج من وجهة نظر تاريخية ، فمن خلال نظرة تاريخية على الأسعار والتقلبات الاقتصادية ، نجد أن هناك رغبة مستمرة لدى المستهلكين في البحث الدائم عن تطوير وسائل جديدة لخفض الاستهلاك ، ويأتى في هذا الاطار توجه الادارة الأمريكية لوضع ضوابط جديدة لمنتجى السيارات للوصول إلى استهلاك 35 ميل\جالون بحلول عام 2016 ، وهذا بالتأكيد سيخفض من حجم الطلب على البنزين في المستقبل مما هو عليه حاليا وبالتالي فإن حجم الواردات سوف تكون أقل في المستقبل .

يتوقف اعتماد دولة مثل الولايات المتحدة على الواردات في الفرق بين الانتاج والاستهلاك المحلي وفي نهاية المطاف فان خفض الاعتماد على استيراد النفط يمكن أن يأتى إما من زيادة الانتاج المحلى أو من خفض الاستهلاك أو من كليهما ، ففى جانب الانتاج المحلى هناك ومنذ عام 1973 انخفض إنتاج النفط في الولايات المتحدة من 9 ملايين برميل يوميا ليصل الى المستوى الحالي حوالى 5 ملايين برميل يوميا ، بينما إرتفع الاستهلاك من 17.3 مليون برميل يوميا في عام 1973 ليصل إلى ذروته عند 20.8 مليون برميل يوميا في عام 2005 ، وبلغ المتوسط 20.7 مليون برميل يوميا في 2006 و 2007 ، ثم انخفض إلى 19.5 في عام 2008 . وفي هذه السنة 2009 حتى الآن يبلغ متوسط الاستهلاك 18.576 مليون برميل يوميا أي أنه أقل 1.211 مليون برميل يوميا (6.1 ٪) من العام الماضي .

في نهاية الحرب العالمية الثانية كان إستهلاك الولايات المتحدة من النفط يوازي الانتاج ولم تكن هناك حاجة الى الاستيراد ، ولكن منذ تلك الفترة ارتفع الاستيراد ليصل إلى ذروته عند 13.7 مليون برميل يوميا في عام 2005 ، ثم تراجع الى 12.9 مليون برميل يوميا في عام 2008 ، ودائما فإن ارتفاع اسعار النفط وعلى الأخص الارتفاع السريع يكون له أثر سلبي على الاقتصاد مثلما أن الركود له أثر سلبي على الأسعار ، وكان أكبر انخفاض واضح في الاستهلاك في خلال الفترة ما بين عامين 1978 و 1983 حيث تراجع استهلاك البترول بنسبة 19 ٪. ولم يعد الاستهلاك الى مستوى عام 1978 عند 18.8 مليون برميل يوميا حتى عام 1998 وهكذا فإنه بقى منخفضا على مدى 15 عاما ، ولكن من الواضح من البيانات المجردة أنه كان هناك تغير هيكلي في نمط الاستهلاك .

في الفترة من منتصف الثمانينات الى نهاية التسعينات تراوحت أسعار النفط بين 20 دولارا الى 30 دولارا للبرميل باستثناء فترات قصيرة خلال الأزمات أو الحروب ، ومن الأهمية لمعرفة التوجه القادم لأسواق الطاقة هي أن ندرك هذا التغير وخاصة الانخفاض المشابه في استهلاك النفط في عام 1979 ، حيث مر الاقتصاد في ظرف وبيئة مشابهة للأزمة الاقتصادية الحالية ، في الربع الأخير من 1981 والربع الأول من عام 1982 انخفض الناتج المحلي الإجمالي بمعدلات بلغت 4.9 ٪ و 6.4 ٪ على التوالي . وحاليا في الربعين الأخيرين إنخفض الناتج المحلى بمعدلات 6.3% و 5.4% وهو ما يشابه تلك الفترة السابقة .

ليست هناك تعليقات: