الأحد، يوليو 05، 2009

عاطلو أمريكا.. يخفضون أسعار نفط العالم

أيمن سيف

جاء انخفاض اسعار النفط الخام للاسبوع الثالث تحت تأثير إرتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في 26 عاما تقريبا وهو ما يرفع المخاوف من تراجع الطلب على الوقود لدى أكبر مستهلك للطاقة في العالم ، والقلق بشأن البطالة يخيب الأمل في التفاؤل بحدوث انتعاش سريع في الطلب .

بعد سنة كاملة وفي نفس اليوم الذي سجلت فيه أسعار النفط الخام أعلى مستوى تاريخي لها فوق 147 دولار للبرميل تعود الأسعار وفي نفس ذلك اليوم لتسجل أقل من نصف قيمتها عند 66 دولار ، وقبل عام كان النفط يرتفع بفضل عوامل عديدة أحدها هو ظهور قوى اقتصادية عالمية جديدة مثل الصين والهند وروسيا تتنافس مع الولايات المتحدة والغرب في استهلاك النفط ، والآخر كان قادما من ضعف الدولار أمام بقية العملات الرئيسية حيث الدولار هو العملة الرئيسية لشراء النفط ، وعامل آخر مهم كان يزيد من قوة ارتفاع الأسعار وهو المضاربات المحمومة التي كانت تجتاح بورصات النفط بشكل جنونى . لكن في المقابل فإن ارتفاع أسعار النفط أدى إلى الانخفاض الحاد في الطلب عليه خلال فترة قصيرة جدا ، وساعد في ضعف الطلب ما تسببت به الازمة العالمية التي عصفت بالاقتصاد العالمي وبدات في القطاع العقاري وانتشرت حتى هزت القطاع المصرفي خاصة في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم ، وكان من نتائج تلك الأزمة أن العديد من المستثمرين بادروا إلى سحب أموالهم بعيدا عن المضاربات ومن الاصول عالية المخاطر مثل النفط.

تحركت أسعار النفط والأسهم بشكل متناغم وفي نفس الوقت منذ نهاية العام الماضي ، ففي الفترة من 3 يوليو 2008 الى 19 ديسسمبر 2008 ، تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بنسبة 30 ٪ ، بينما في الفترة نفسها انخفضت أسعار النفط بنسبة 77 ٪ ، واستمر تراجع الأسهم حيث وصل مؤشر داو جونز الى أدنى مستوياته في 12 عاما بداية شهر مارس ، ومنذ شهر مارس حتى يونيو ارتفعت الأسهم 43 ٪ ، وفي الجانب الآخر تجاوز الخام 73 دولارا للبرميل في مطلع يونيو .

ودائما لا يمكن الرجوع الى نفس الأسباب والعوامل التي تؤدي الى الارتفاع او الانخفاض فبمقارنة بسيطة بين اليوم والعام الماضي فإن أسعار عقود النفط الخام قفزت خلال فترة ضعف الدولار وتراجعت الأسعار إلى أدنى مستوى لها في ديسمبر خلال فترة ارتفاع الدولار، بينما اليوم لدينا الدولار الضعيف ولكن ليس لدينا أي ارتفاع حاد في السلع ، وإذا كانت الأسباب التي تؤدي إلى الارتفاع أو الانخفاض متعددة ومتباينة ، فإن الأسباب التي تؤدي إلى تأرجح سعر النفط أكثر ومن بينها غياب المضاربين وارتفاع حجم العرض حيث اليوم لدينا في الأسواق العالمية امدادات النفط عند أعلى مستوياتها في 20 عاما في نفس الوقت الذي لا يسجل الطلب أي ارتفاع ملموس.


ليست هناك تعليقات: