الأحد، مايو 24، 2009

أسواق النفط تترقب اجتماع أوبك رغم ارتفاع الأسعار

ايمن سيف

aymansaif@hotmail.com

حافظت أسعار النفط على مكاسب الأسبوع السابق وعززت ذلك حين وصل السعر خلال الأسبوع أعلى من 62 دولار وأغلق عند 61.5 دولار ، وساعد في ذلك استمرار حالة الاستقرار في الاسواق المالية العالمية وتراجع الدولار مجددا الى ادنى قيمه منذ بداية السنة الحالية حيث عاد مؤشر الدولار أمام سلة العملات الى مستوى 80% .

ولكن الحدث الأبرز الذي تنتظره أسواق النفط هذا الأسبوع هو اجتماع أوبك المقرر يوم الخميس 28 مايو وما يمكن أن يتقرر فيه بشأن خطة الانتاج المقبلة ، حيث كان اجتماع 15 مارس قد ترك حصص الانتاج دون تغيير ومنذ ذلك الاجتماع واسعار النفط في ارتفاع فقد زادت تقريبا 30 ٪ ، مما يجعل من المستبعد حاليا ان تخفض أوبك الانتاج ، وعلى الرغم من التقارير المتكررة التي تضخ الأمل والتفاؤل بشأن إنتعاش مقبل وسرعة تعافي الاقتصاد في الولايات المتحدة والاقتصاديات العالمية فإن منظمة اوبك لا ترغب أن يؤخر ارتفاع الأسعار النفط مثل هذا الانتعاش الاقتصادي المرتقب وأن لا يكون ذلك سببا في تباطؤ جديد في الاقتصاد العالمي ، ومن المرجح أيضا أن لا يتم تقرير أي زيادة على الانتاج على الرغم من الزيادة الموسمية المتوقعة في الطلب في فصل الصيف.

وفي حين أن الزيادة الحالية في الأسعار قاربت كثيرا من رغبات العديد من أعضاء أوبك وطموحاتهم لكن المشكلة الحقيقية في أن هذه الزيادة لم تأت بشكل مباشر نتيجة لخفض الانتاج السابق الذي قامت به أوبك وأوضاع الأسواق والأسعار لا تعكس واقع العرض والطلب الموجود حاليا وهذا ما يقلق أعضاء المنظمة ويجعل الوضع أكثر تعقيدا ، ففي حالة العرض والطلب الحالي فإن مخزون النفط في الولايات المتحدة وحدها يكفي لتغطية 59.4 يوما من الاستهلاك مقارنة مع 49.3 يوما نموذجيا لهذا الوقت من العام ، وهذا ما يزال يعكس ارتفاع المخزونات في الداخل والخارج بالاضافة الى حجم اضافي في وضع الشحن وانخفاض الطلب في الولايات المتحدة حيث انخفض الطلب بنسبة 8 ٪ عن العام الماضي.

هناك مشاكل أخرى داخل اوبك وهي قدرة الانتاج الاحتياطية الزائدة ويتجاوز حجمها 4.3 مليون برميل يوميا ولذلك فإن الدول الاعضاء في اوبك غالبا ما تتجاوز الحصص المقررة ، وتشير التقارير أن الالتزام بالحصص خلال فبراير الماضي كان 81.2 ٪ ، لكن ذلك تراجع بعد الاجتماع الأخير الى 78.9 ٪ ، ولسوء الحظ بالنسبة لمنظمة أوبك فإن مراقبة الانتاج والتزام الأعضاء بالحصص ليست خاضعة للمراجعة الدقيقة والواقع أنه لا توجد آلية محكمة داخل المنظمة لذلك ، والطريقة الوحيدة المتبعة هي مراقبة الشحنات الخارجية وتقديرات الاستهلاك المحلي ولذلك فإن جميع التقارير هي تقديرية وليست دقيقة ، والنتيجة أنه ما دامت الأسعار مرتفعة حتى الاجتماع المقبل لا توقعات في تغيير حصص الانتاج الحالية .

ليست هناك تعليقات: