أيمن سيف
استقرت أسعار النفط نهاية هذا الأسبوع عند 56.50 دولار متراجعة قليلا حيث لم تتمكن من الحفاظ على الزخم بعد أن سجلت 60 دولار في بداية الأسبوع وهي القيمة الأعلى منذ نوفمبر 2008 وكانت تلك القيمة استكمالا لارتفاعات الأسبوع السابق بعد الإشارات الإيجابية التي بينت أن حالة الركود قد تكون اجتازت مرحلة الأسوأ وربما هناك انتعاش مقبل في الطلب على الطاقة حيث كانت الأسعار كسبت في الأسبوع السابق 10% كرد فعل إيجابي على تقارير مبيعات المساكن في الولايات المتحدة والصناعات التحويلية في الصين مما عزز التفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي ، ويلاحظ أن هذا الارتفاع أو التعديل السعري إذا كان مبنيا على البيانات الاقتصادية فإنه استغرق وقتا طويلا لكي تأتي بيانات ايجابية تشير إلى زيادة في الطلب في المدى القريب على النفط ، والبيانات المتفائلة التي صدرت قد تكون "جيدة" من حيث أنها أفضل من الأسوأ أي أنها جيدة على المدى القصير حيث يمثل الانتقال إلى وضع أفضل من الأسوأ المتوقع إشارة إيجابية في دعم التفاؤل في اتجاه إعطاء دلائل مبكرة على الانتعاش الاقتصادي ، ولكن ما تزال هناك شكوك أن تستمر هذه الحالة لأن أساسيات السوق النفطية ما تزال على درجة من الضعف وهذا ما حدث فعلا خلال الأسبوع الأخير حيث لم تتمكن الأسعار من التماسك عند مستويات 60 دولار نتيجة لبيانات اقتصادية أظهرت انخفاضا في الناتج المحلي للربع الأول في منطقة اليورو أكبر مما كان متوقعا وأعادت المخاوف من جديد بان الانتعاش من التباطؤ الاقتصادي العالمي ما زال بعيدا وقد لا يكون سريعا كما هو مأمول ، وهذا ما أكدته التقارير عن الطلب العالمي على النفط حيث أظهرت عدة تقارير من مصادر مختلفة إلى تخفيض التوقعات من جديد هذا الأسبوع وحذرت وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس من أن انتعاش الطلب على النفط سيكون بطيئا .
أحد تفسيرات ارتفاع الأسعار تعود إلى استمرار ضعف الدولار منذ 3 أشهر وتراجع مؤشر الدولار مقابل سلة العملات الرئيسية من 90% تقريبا إلى نحو 82% ، وغالبا ما يعزز ضعف الدولار جاذبية الاستثمار في السلع ومن بينها النفط كبديل استثمار مفيد ، ولكن مع ذلك فإن الزيادة في أسعار النفط لا تتناسب مع انخفاض قيمة الدولار ، ومع وجود فائض من القدرات الإنتاجية في منظمة أوبك من الصعب حاليا أن نرى الأسعار تستقر أو ترتفع عن المستوى الحالي لأكثر من عدة أسابيع أو أشهر وما زال أمامنا وقت أطول للحصول على تقييم جديد خاصة مع قرب بدء موسم الصيف وتغيرات الاستهلاك المتوقعة ، كذلك فأن المصافي الأمريكية التي أنهت برامج الصيانة وتجاوزت بذلك نتائج معظم الأعطال التي طرأت في فترات الأعاصير وأصبحت الآن في وضع أفضل بكثير في حالة استباقية تستعد فيه لموسم الصيف في توقعات على أن الطلب النفط الخام سيرتفع حيث يأمل المتفائلون في السوق أن يكون هناك تحسن في الطلب على البنزين يساعد في استنزاف المخزون الكبير وزيادة الطلب على النفط الخام حيث موسم قيادة السيارات نظرا لان أسعار البنزين اليوم هي عند نصف ما كانت عليه في العام الماضي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق