الأحد، مايو 31، 2009

تراجع فائض المخزون الأمريكي يحرك أسعار النفط

ايمن سيف

aymansaif@hotmail.com

استمرت أسعار النفط في الارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي منذ أن جاوزت حاجز 50 دولار قبل أكثر من شهر ، وحافظت على وتيرة زيادة مضطردة فجاءت المكاسب هذا الأسبوع فقط بواقع خمسة دولارات لتصل وتغلق عند أعلى قيمها على الاطلاق 66.5 دولار للبرميل ، وبذلك تكون نهاية شهر مايو الحالى هي الأعلى خلال ستة أشهر والأضخم كنسبة مئوية خلال شهر واحد منذ 10 سنوات ، ومن المتغيرات التي صاحبت هذا الإرتفاع في أسعار النفط كان تراجع الدولار أمام سلة العملات دون مستوى 80% وهذا ما دفع بالسلع عموما الى الارتفاع الملحوظ فسجلت نسبة الزيادة في قيم السلع خلال شهر واحد أرقاما تاريخية أيضا وليس لها مثيل منذ أكثر من 3 عقود ، وكان واضحا على أسعار السلع الرئيسية الأخرى فسجلت أسعار الذهب من جديد قيما عالية حيث وصل سعر الأونصة إلى 980 دولار وهي القيمة التي سجلت قبل أربعة أشهر.

ويبدو أن حركة الأسعار العامة لأسواق السلع وهي مستمرة على نفس الوتيرة تتأثر بشكل أكبر مع أجواء التفاؤل القادمة من عدة مؤشرات ومناطق إقتصاد عالمية رئيسية ، فقد جاء تقرير مؤشر ثقة المستهلكين هذا الأسبوع في الولايات المتحدة مرتفعا أعلى من المتوقع وكذلك فإن التراجع في الانتاج المحلي داخل الولايات المتحدة تقلص خلال الربع الأول لهذه السنة إلى 5.7% بدلا من 6.1% كانت متوقعة ، أما في الهند ثالث إفتصادات آسيا فإن الانتاج المحلي قد إرتفع إلى 5.8% بدلا من 5% المتوقعة وذلك بتأثير المشاريع الحكومية هناك ، وفي اليابان حيث ثاني أكبر دولة مستهلكة للطاقة فإن الانتاج الصناعي تحسن 5.2% منذ شهر مارس وهناك خطط لمزيد من الزيادة خلال الشهر الحالي .

ويمكن القول ايضا أن الأسعار ترتفع بسبب تراجع الفائض في مخزون الخام الأمريكي المستمر منذ 3 أسابيع فقد جاء تقرير الأسبوع الأخير بتراجع المخزون 5.41 مليون ليصل مجموع التراجعات أكثر من 12 مليون برميل ويعد تراجع الأسبوع الأخير وحده هو الأكبر منذ شهر سبتمبر 2008 . وفي جانب الانتاج فإن منظمة أوبك وكما كان متوقعا أبقت على إنتاجها الحالي دون تغير مع توقعات بزيادة الطلب في المستقبل القريب ، وكان مجموع ما تم خفضه خلال أربعة إجتماعات منذ السنة الماضية بلغ 4.2 مليون برميل ويبدو أن تاثير تلك التخفيضات وإن جاءت متأخرة بعض الشيء إلا أنها واضحة في تراجع المخزون الأمريكي ، وتعتبر الأسعار الحالية مرضية نوعا ما للكثير من أعضاء أوبك لكن توقعات أن تصل الأسعار الى 70 – 75 دولار ما زالت مطلوبة وقائمة عند الكثير من أعضاء أوبك .

ليست هناك تعليقات: