الأحد، يونيو 07، 2009

التفاؤل والمضاربات تمهد النفط للصعود إلى 78 دولارا للبرميل

تقرير النفط

ايمن سيف

AYMANSAIF@HOTMAIL.COM

بقيت أسعار النفط أسبوعها الأخير على مسارها في الارتفاع بعد قرار أوبك المتوقع ترك الحصص دون تغيير ولكن الأسعار أغلقت منخفضة قليلا يوم الجمعة بعد أن كانت قد تجاوزت في وقت لاحق فوق مستوى 70 دولارا لفترة قصيرة وذلك لأول مرة منذ 6 أشهر ، واعتبر المراقبون استمرار حالة الارتفاع هي انعكاس لحالة التفاؤل القائمة حاليا على الاقتصاد العالمي فتقرير الوظائف الأمريكية الأخير يعد مؤشرا على تحسن صحة الاقتصاد الامريكي حيث تولى أسواق النفط اهتماما خاصا بتعافي صحة اقتصاد الولايات المتحدة أكبر مستهلك عالمي للطاقة ، وإنحسار عمليات فقدان الوظائف بدرجة كبيرة في شهر مايو يشير إلى وقف التدهور الذي كان متسارعا في الفترة الماضية .

ومن جانب آخر فإن إغلاق الأسواق عند مستوى 68 دولار متراجعة قبل الاغلاق عن أعلى قيمها يمكن تفسيره بعمليات جني أرباح يقوم بها المضاربون ، وإلى التحسن النسبي الذي طرأ على قوة صرف الدولار بفضل فرص العمل فقد ارتفع مؤشر الدولار أمام سلة العملات الى 80.71% بعد أن كان متراجعا في وقت سابق إلى 78.30% ، وقوة الدولار غالبا ما تؤدي إلى انخفاض سعر النفط لان الدولار هو العملة التي تستخدم لشراء البترول في جميع أنحاء العالم ، وأخيرا إلى عامل تقرير المخزون الأمريكي حيث جاء التقرير عن إرتفاع في المخزون الأسبوعي بمقدار 2.9 مليون برميل لأول مرة حيث سجل المخزون تراجعا خلال أربعة اسابيع سابقة .

وفيما يمكن النظر إلى أن العوامل الاساسية القائمة حاليا قد لا تبرر أسعار النفط الحالية لكن مضاربي الأسواق لهم نظرتهم المختلفة دائما نحو أسواق النفط والفرص المرتفعة حيث المضاربات والتحوط ضد الدولار الضعيف وهذه المتناقضات تقود الأسعار الآجلة كثيرا ، مثل ما كان الحال عليه في العام الماضي خلال الفترة التي سبقت ارتفاع الأسعار إلى قيم تاريخية عند 147 دولار للبرميل وكان حينها جانبا كبيرا من الطلب على العقود الآجلة نتيجة للمضاربات التي تقتضي عمليات شراء مكثفة في العقود الآجلة البعيدة في خطوات استباقية لتوقعات أن تزيد الأسعار ويتحقق الربح ، وبعبارة أخرى أن الوضع القائم حاليا قد يكون تكرارا لما حدث في العام الماضي بعد أن تخطت الأسعار حاجز 75 دولارا للبرميل الواحد.
ويعتبر السعر المستهدف للنفط الخام خلال المرحلة المقبلة من 75 الى 78 دولارا للبرميل في حالة استمرار مسار الصعود وعدم وصول هذه المستويات أو تجاوزها يعني بالضرورة إمكانية التراجع مجددا إلى مستويات أقل .

ليست هناك تعليقات: