أيمن سيف
aymasaif@hotmail.com
تراجعت أسعار النفط قليلا عند الإغلاق الأسبوعي لتنهي عند 50.20 دولار ومع أن هذا الإغلاق يعتبر الأقل منذ عدة أسابيع إلا أنه ما يزال في نطاق مستويات الخمسين دولار والتي حافظت عليها الأسعار لأكثر من أربعة أسابيع متتالية ، وترجع الأسباب الحالية في عدم ارتفاع الأسعار إلى قوة الدولار التي أكتسبها مؤخرا أمام العملات الأخرى مما خفض من جاذبية النفط كسلعة استثمارية أمام مخاطر ضعف الدولار ، ومن الأسباب الأخرى التي تعمل على منع ارتفاع النفط تلك التقارير التي أوضحت عن تراجع الطلب على الاستهلاك وارتفاع المخزون في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تراجع استهلاك الوقود إلى اقل قيمه منذ 11 سنة تقريبا وارتفع المخزون من الخام 5.67 مليون برميل ليصل إلى 366.7 مليون برميل وهي الكمية الأكبر منذ 19 سنة ، بينما كان الاستهلاك حول 19.2 مليون برميل يوميا متراجعا 3.4% عن نفس الفترة من العام السابق . وفي الجانب المقابل للعوامل السلبية التي تضغط على الأسواق فإن هناك حالة من التفاؤل الحذر بإمكانية نجاح الإجراءات القائمة في معالجة الأزمة وقرب تعافي الأسواق وهو ما يدفع المستثمرين في الإقبال على شراء أسهم الشركات ذات الصلة بالقطاع النفطي كنوع من الاستثمار المتوسط أو البعيد المدى للاستفادة من ارتفاع تلك الأسهم حال تعافي الأسواق وارتفاع أسعار النفط وعمليات الشراء هذه تعطي مزيدا من الدعم الغير مباشر لأسواق النفط ، وهذا ما يبدو واضحا في مراحل متعددة حيث تستجيب أسعار النفط لحركة الصعود في أسواق الأسهم الأمريكية ونجدها متزامنة في كثير من الأحيان إلى حد بعيد مع مؤشر داو جونز الذي استطاع أن يحافظ على وضعية الصعود المتصل في ستة أسابيع متتالية ، أما في جاب المنتجين فمن المتوقع أن يكون إنتاج النفط القادم من دول منظمة أوبك بحدود 22.2 مليون برميل يوميا حتى 2 مايو القادم متراجعا من 22.8 مليون برميل كانت تضخ في الأسواق حتى 4 أبريل . يبدو واضحا أن أسواق النفط تستجيب بشكل فوري لحالة الاقتصاد العالمي وفي ظل حالة عدم وضوح الرؤيا القائمة حاليا تبقى هناك إمكانية في أن تراوح الأسعار حول مستويات متقاربة مثل ما كانت عليه خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة ، ويبقى لهذا الوضع جانب إيجابي مفيد وهو الاستقرار في الأسعار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق