أيمن سيف
aymansaif@hotmail.com
ارتفعت أسعار النفط بدءا من يوم الأربعاء ثم واصلت ذلك الارتفاع لتغلق الأسبوع المنتهي يوم الخميس (لوجود عطلة في الأسواق يوم الجمعة) أعلى من 52 دولار للبرميل وتعوض بذلك خسائر بداية الأسبوع التي أوصلتها إلى 47.30 للبرميل ، وجاء هذا الارتفاع مقرونا في البداية مع بيانات المخزون الأسبوعي حيث أظهرت بيانات المخزون الأمريكي التي صدرت الأربعاء أنها ارتفعت أقل من المتوقع قليلا في حين تراجع المخزون الفوري عند نقطة التسليم .
وعلى الرغم من هذه البيانات فإن معلومات الطاقة تفيد أن المخزون من النفط لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم لا تزال عند أعلى مستوى لها في 16 عاما، وأيضا أفادت تلك المعلومات أن الطلب على النفط تراجع خلال أكثر من أربعة أسابيع بنسبة 4.4 ٪ عن حالته في نفس الوقت من العام الماضي، وبذلك فإن مخزون النفط الخام وإن لم يزيد بقدر ما كان متوقعا فإنه ما يزال أعلى بكثير من الحد الأعلى من المعدل الطبيعي ، وهذا ما يضيف المزيد من الشكوك لدى المحللين بأن الأسعار قد تواجه صعوبات حتى تكون قادرة على تجاوز مستوى 50 دولارا للبرميل بشكل ملحوظ ومؤكد ، ويضاف إلى ذلك الرأي أن المصافي الأمريكية لا تزال تعمل أقل بكثير من طاقتها مما يدل على أن انتعاش الطلب على الوقود ليس وشيكا.
وفي جانب إيجابي آخر فإن تعافي الأسهم الأمريكية قليلا وإن لم يأت الارتفاع المنشود من قبل الكثيرين بعد ، حيث تماسكت أسعار مؤشر داو جونز أعلى من 8000 نقطة مما ساعد أيضا في بقاء أسعار النفط حول دائرة 50 دولار للبرميل ، حيث كانت أسواق الأسهم في ارتفاع مضطرد خلال الشهر الماضي ، مما دفع أسعار النفط بدءا من نهاية مارس أن تبقى فوق 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ بداية العام .
أما حالة التزامن التي نشهدها أحيانا بين النفط والأسهم فهي تعكس مدى ارتباط النفط الفوري بانتعاش الحالة الاقتصادية وتعيد العلاقة الثابتة والحقيقية بين أسواق الطاقة والقطاعات الأخرى ، والنظر إلى هذا الوضع الايجابي في أسواق الأسهم والنفط يأتي من جانب واحد فقط أنه مبني على نوع من التفاؤل والأمل في قدرة الاقتصاد على التعافي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق