الأحد، مارس 29، 2009

أسعار النفط تواكب الحراك الناتج عن تأثيرات الأزمة جريدة اليوم

تقرير النفط 27 مارس

aymansaif@hotmail.com

تراجعت أسعار النفط قليلا بعد ستة أسابيع من الارتفاع المتواصل في مرحلة مراجعة وتوقف بسبب الشكوك بأن الركود الاقتصادي العالمي على وشك الانتهاء بعد أن ساد اعتقاد بعدم التفاؤل المفرط في قرب نهاية الأزمة والوصول إلى حالة من الانتعاش الحقيقي ، وكان انخفاض عقود خام تكساس تسليم مايو المقبل بمقدار 1.99 دولار أو 3.7% لتصل إلى 52.35 دولار للبرميل عند الإغلاق ويأتي هذا التراجع بنسبة 5% متزامنا مع انتعاش الدولار الأمريكي مقابل اليورو بشكل كبير كدليل على عمق الركود الاقتصادي القائم في أوروبا وفي بريطانيا أيضا التي لم تكن بعيدة عن ذلك فقد بينت تقارير الأسبوع الماضي انكماش الاقتصاد أكثر مما كان متوقعا ، وغالبا فأن الدولار الأقوى يقلل من جاذبية السلع بما في ذلك النفط كبديل للاستثمار داخل أسواق المال وهو ما حدث فعلا في انخفاض مؤشر أسعار السلع الأساسية CRB المركب من 19 سلعة بنسبة 2.2 % .

وما لا شك فيه أن أسعار النفط خلال المرحلة الأخيرة سارت بمواكبة التحركات الناتجة عن تأثيرات الأزمة الاقتصادية تفاؤلا بالتعافي والارتفاع وذلك ما أبعد تأثير عوامل سوق النفط الذاتية بعض الشيء وإن كانت قوية وتاريخية مثل تقارير المخزون الأمريكي الأسبوعية المتتالية التي تؤكد وجود فائض تاريخي لم يستهلك بعد حيث أرتفع المخزون خلال الأسبوع الأخير بقدر 3.3 مليون برميل ليصل إلى 356.6 مليون دولار وهو أعلى مستوى منذ يوليو 1993 ، وفي المقابل بلغ متوسط الطلب على الوقود يوميا 19.1 مليون برميل على مدى الأسابيع الأربعة الماضية بانخفاض 3.2 % عن نفس الفترة من العام السابق ، وكان لا بد لمثل هذا التقرير الذي صدر يوم الأربعاء أن يؤدي إلى تصحيح كبير وملموس في الأسعار لكن العوامل الأخرى أجلت ذلك بعض الشيء وهذا اعتقاد قائم لدى نسبة من المحللين بأن أسعار النفط في طريقها إلى تصحيح في المدى القريب حيث توقع 16 محللا من بين 30 أن الأسعار سوف تشهد بعض التراجع في المدى القريب ، وفي جانب الإجراءات بعيدة المدى للحد من الاستهلاك يتوقع أن تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن خطة جديدة للاقتصاد في استهلاك الوقود بحيث يرتفع استهلاك الجالون الواحد إلى 27.3 ميلا في عام 2011 أي بزيادة قدرها 2 ميلا في الجالون ، أما في أوروبا فقد توقع الاتحاد الأوروبي أن يتراجع استهلاك الطاقة في 11000 من المصانع ومحطات توليد الطاقة .

ليست هناك تعليقات: