الأحد، مارس 22، 2009

تلاشي الفروق بين العقـود الآجـلة والخـامات المختلفـة جريدة اليوم

aymansaif@hotmail.com

أغلقت تداولات الأسبوع الأخير في أسواق النفط عند 52 دولار لخام غرب تكساس في ارتفاع متصل منذ 4 أسابيع وكذلك عند أعلى قيمها التي تحققت خلال الأسبوع الأخير وفي أول إغلاق مرتفع منذ ديسمبر 2008 ، وتلاشت الفروق الغير طبيعية من جانب بين أسعار العقود الآجلة للأشهر القادمة ومن جانب آخر بين سلات الخامات المختلفة ، وكانت الأسعار قد اتخذت مسارها بشكل متدرج بعيدا عن الزيادات المفاجئة وتواصل هذا السلوك حتى بعد اجتماع أوبك يوم الأحد بالرغم أن نتائج ذلك الاجتماع جاءت بعدم إقرار خفض جديد في الإنتاج والتشديد كان موجها إلى التزام الأعضاء بالحصص المقررة حيث بينت التقارير أن نسبة عدم الالتزام وصلت نحو 19% من الحصص المقررة لدى بعض الأعضاء ، ومن جانب آخر تبين وجود كميات فائضة في المخزون الأمريكي الأسبوعي بلغت 1.9 مليون برميل وذلك أقل قليلا من 2.5 مليون برميل كانت متوقعة لكن مخزون وقود البنزين ارتفع 3.2 مليون برميل وأوضح التقرير أن متوسط استهلاك وقود البنزين لمدة 4 أسابيع مضت بلغ 96 ألف برميل يوميا (1.1 ٪ ) أعلى من الفترة نفسها من العام الماضي ، والأهم من ذلك بكثير هو أن متوسط إجمالي استهلاك النفط قد انخفض 639 ألف برميل/يوميا (3.2 ٪) عن العام الماضي ، أما الإنتاج المحلي للنفط الخام الأمريكي فبلغ 5.4 مليون برميل يومي متراجعا 314 ألف برميل/يوميا (6.2 ٪) عن نفس الفترة من العام الماضي وهذا يعادل تقريبا حجم الواردات التي انخفضت ، وأفضل تلخيص لوضع السوق الأمريكي حاليا بأن هناك فائض في عدد الأيام التي يمكن للمخزون الحالي أن يغطي فيها الاستهلاك نحو 55 يوما وهذه الملاحظة تبين أيضا وجود فائض في المعروض داخل الأسواق العالمية كما أن هناك قدرة إنتاج احتياطية لدى دول أوبك وحدها تصل إلى 5 مليون برميل يوميا وكل ذلك يصب في تفسير واحد هو عدم ارتفاع الأسعار ، لكن الواقع كان عكس ذلك ، وربما تكون أحد التفسيرات الممكنة لارتفاع أسعار النفط لهذا الأسبوع والأسابيع الماضية هو تراجع سعر صرف الدولار وما قابله من زيادة في أسعار السلع عموما وارتفاع الأسهم الأمريكية ، ومع ذلك فإن نسبة الزيادة في أسعار النفط كانت لا تتناسب مع انخفاض قيمة الدولار ، لكن بالعودة إلى مسلسل حركة الأسعار خلال 8 أشهر وكيف تراجعت من 147 إلى 33 نجد أن تعديلا منطقيا لتلك الحركة السريعة يفترض عود الأسعار مرة أخرى إلى مستويات 70 دولار يكون مقبولا ، ودائما فإن تفسير حركة الأسعار والتوقعات ليس بالضرورة يكون متماشيا مع المعطيات فكل ذلك يقع في خانة الاحتمالات ويعتبر غير مؤكد ويبقى المؤكد الوحيد هو السعر الموجود على الشاشة .

ليست هناك تعليقات: