الأحد، فبراير 22، 2009

زيادة احتمالات عودة النفط من جديد إلى دائرة المضاربة جريدة اليوم

أيمن سيف

aymansaif@hotmail.com

انتعشت أسعار النفط قليلا نهاية الأسبوع لتعود قريبا من مستويات 40 دولار مبتعدة عن أقل قيمها التي تحققت في بداية الأسبوع عند 34 دولار ، وجاءت الحركة الأكبر خلال يوم واحد نتيجة أنباء تراجع المخزون الأمريكي المتوقع حيث سبق ذلك تقديرات عن المخزون صادرة من جهات مختلفة توقعت بهذا الانخفاض ، وبالفعل فقد أظهرت بيانات الوكالة الأمريكية هذا التراجع الذي يعتبر الأول منذ أسابيع عديدة حيث كانت التقارير المستمرة خلال الأسابيع الماضية تشير دائما إلى تراكم الخام في ميناء التسليم النهائي وهو ما كان ينعكس بوضوح على فارق الأسعار الكبير بين العقود المختلفة للأشهر القادمة نتيجة لارتفاع تكلفة التخزين ، إلا أن هذا الفارق بدأ بالتقلص مبكرا في منتصف الأسبوع وسرعان ما تلاشى بالفعل عند تاريخ نهاية عقود مارس وبداية عقود أبريل يوم 20 فبراير لأول مرة منذ عدة أشهر .

أعادت هذه الأجواء بعض التوازن المطلوب إلى الأسواق من جديد وبينت التأثير الطبيعي لعوامل العرض والطلب فهذه التأثيرات وإن جاءت متأخرة بعض الشيء على المخزون الأمريكي الأكبر حجما في كافة دول العالم المستهلكة للنفط إنما كانت نتيجة واقعية لعمليات خفض الإنتاج المقررة سابقا من أوبك ، ووفقا لعمليات الخفض تلك فمن المقرر خفض ما نسبته 3% حتى نهاية الفترة إلى 7 مارس القادم للوصول بإنتاج أوبك إلى 22.8 مليون برميل بتراجع 0.7 مليون برميل عن الفترة حتى تاريخ 7 فبراير وتكون أوبك بذلك قد أنجزت نحو 70% من خطة التخفيضات التي أعلنت خلال سبتمبر 2008 ومن المحتمل غير الأكيد أن تقر أوبك مواصلة سياسة التخفيض خلال اجتماع مارس القادم حتى تستعيد أسعار النفط قيمها العادلة .

وبالنظر إلى تغير حركة الأسعار اليومية خلال الأسبوع الأخير حيث ارتفعت في يوم واحد ما نسبته 13% وهي نسبة كبيرة جدا وذلك ما يعكس من جهة أولى عدم استقرار الأسواق العالمية وبقاء أسعار خام النفط تحت دائرة الضوء في حالة استعداد لجميع الاحتمالات المفتوحة دائما ، ومن جهة ثانية فإن النفط كسلعة مفضلة للمضاربة ليست بعيدة عن تغيرات الأسواق المضطربة وإن تراجعت في بعض المراحل السابقة فسوف تبقى ضمن السلع المفضلة والتي تعتبر البديل الآمن في صفقات الحماية للتعويض عن التراجع في الثقة القادم من أسعار العملة أحيانا أو من أسعار الأسهم ، وذلك ما يحدث بالفعل حاليا بين تراجع الأسهم الأمريكية إلى دون مستويات 2002 وارتفاع مقابل للذهب إلى قرب أعلى مستوياته التاريخية على الإطلاق عند 1000 دولار للأونصة الواحدة حيث يلعب الذهب حاليا دور السلعة الأفضل ، ومع استمرار هذا الوضع فإنه يتيح فرصة إلى توقعات أكبر نحو مستويات تاريخية جديدة وهو ما قد يزيد من احتمال عودة النفط من جديد إلى دائرة المضاربة .

ليست هناك تعليقات: