أيمن سيف
aymansaif@hotmail.com
تحركت أسعار الخام ضمن نطاق ضيق طيلة أيام الأسبوع فيما عدا يوم الجمعة الذي شهد نشاطا أكبر وسجلت فيه أدنى القيم الأسبوعية عند 38.6 دولار وأعلاها عند 42.6 دولار للبرميل وذلك قبل أن تغلق الأسواق عند 40 دولار ، كل هذا النشاط كان تحت تأثير البيانات السلبية الغير مسبوقة والتي صدرت عن حالة الاقتصاد والبطالة في أمريكا وكذلك عن أوضاع صناعة السيارات ، وتعيد حركة الأسعار يوم الجمعة إلى الأذهان ذلك النشاط السريع الذي كانت تشهده الأسواق خلال السنة الماضية بالرغم من ضيق الحركة اليومية إلى 4 دولارات إلا أن النسبة المئوية في الفارق السعري هي نفسها المرتفعة ( 10% ) ، وبالضرورة يعكس ذلك حالة عدم الاستقرار في الأسواق وتحفز المضاربين للقفز في أي اتجاه تسير معه الأسعار .
وفيما يبدو إن إنتاج النفط الخام من الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك لم يتراجع وقد بلغ ذروته بالفعل ولا توجد مؤشرات على تخفيض محتمل بشكل مواز لإجراءات أوبك أو تجاوبا مع التراجع العالمي على الطلب ، ولذلك فقد توقعت وكالة الطاقة الدولية أن استمرار زيادة الإنتاج من خارج أوبك خلال الفترة المقبلة سيبقي الضغط على أسعار النفط مستمرا ووفقا لذلك خفضت توقعات الأسعار القادمة لتكون بين 35 – 45 دولار بدلا من التوقعات السابقة بين 40 – 50 بالاستناد إلى احتمال استمرار تراجع الطلب في ظل ضعف التوقعات الاقتصادية.
أدت أسعار النفط المنخفضة بالعديد من شركات النفط إلى تأجيل خططها وبرامجها إلى أجل غير مسمى ، فشركات مثل اوكسيدنتال و بتروكندا وشركة ميرفي النفطية أعلنت فعلا عن خفض نفقاتها في 2009 للمحافظة على أكبر قدر من السيولة ، وبالرغم أن شركات نفط أخرى عملاقة مثل شيفرون وشركة شل الهولندية لم تجر حتى الآن أي تعديل يذكر علي خططها لكنها قد تفعل ذلك في 2010 إذا استمرت أسعار النفط عند مستوياتها الحالية .
وفي جانب مقابل فإن هذه العوامل من خفض النشاط في قطاع الإنتاج والتنقيب عن مصادر جديدة وتطوير الحقول الحالية سوف تكون لها تأثيرات عكسية في المدى البعيد من حيث تراجع الإنتاج ونقص الإمدادات ومن ثم عودة الأسعار إلى الارتفاع من جديد عند بدء التعافي في الاقتصاد العالمي ، وهذه نتيجة واقعية ولكنها قد تكون متأخرة ولا تحدث في 2009 خصوصا أن نهاية الانكماش الاقتصادي العالمي لم تظهر بوضوح حتى الآن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق