الأحد، يناير 25، 2009

استمرار حالة الركود العالمية تبقي الطلب على النفط منخفضـا جريدة اليوم

أيمن سيف

aymansaif@hotmail.com

أنهت أسعار النفط أسبوع 19 - 23 يناير عند 45.98 للبرميل مرتفعة 10% عن سعر الافتتاح فيما يشير إلى وقف التراجع بشكل مؤقت حيث لم تحقق الأسعار أي تراجع تاريخي جديد منذ بداية 2009 بعد أن وصلت إلى أدنى قيمها في 2008 عند 35 دولار وبالرغم أن مستويات الأسابيع الأخيرة تبقى متقاربة إلى حد ما إلا أن أسواق النفط لا تزال غير مستقرة من حيث نسبة التغير اليومي المرتفعة في الأسعار .

وقد ساعد تخفيض الإنتاج القادم من دول أوبك علي وقف التراجع المستمر خلال الأشهر السابقة ، ولكن من جهة أخرى فمنذ أن تقرر خفض الإنتاج في اجتماع أوبك 17 ديسمبر الماضي ما زالت الأخبار السيئة مستمرة عن حالة الاقتصاد العالمي بالرغم من اتخاذ العديد من الإجراءات والمعالجات الحكومية في معظم الدول الرئيسية التي هزتها الأزمة العالمية فعلى سبيل المثال تشير التوقعات لنمو الاقتصاد الأمريكي الصادرة من هناك أن المؤشر ما زال سلبيا بالنظر إلى البيانات الصادرة أسبوعيا عن حالة الاقتصاد، وإجمالا فإن توقعات نمو الاقتصاد العالمي تبقى حتى الآن غير متفائلة كثيرا عند 1.3% للسنة الحالية بدلا من 3.4% في السنة الماضية .

كل تلك العوامل القادمة عن حالة الركود العالمية تؤدي إلى بقاء الطلب على النفط في حالة منخفضة وهذا ما ينعكس في زيادة المخزون بشكل غير مسبوق في الخمس سنوات الماضية فالبيانات الأسبوعية القادمة عن المخزون الأمريكي أكبر دول العالم المستهلكة تؤكد وجود فائض كبير هناك .

من جانب آخر في نشاط التنقيب وزيادة الإنتاج تقدمت فنزويلا بخطوة معاكسة في دعوة شركات التنقيب عن النفط إلى الاستثمار في التنقيب عن حقول جديدة لزيادة الإنتاج هناك ، وبالرغم من التكاليف المرتفعة لهذه المشاريع الجديدة وتوقع انخفاض العائدات المالية من الإنتاج الحالي من 59 مليار إلى 27 مليار دولار نتيجة تراجع الأسعار إلا أنه سيتم استخدام الاحتياط المالي لهذا الاستثمار الذي يبدو أنه خطوة بعيدة المدى لرفع إنتاج فنزويلا لمواجهة حالة متوقعة من زيادة الطلب العالمي مشابهة لفترة 2006 – 2008 حين وصلت الأسعار 147 دولار .

فالمؤكد دائما أن سلعة النفط تبقى ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها وأن حجم الطلب العالمي ينمو سنويا وحالة الركود التي تكسو الاقتصاد العالمي تؤخر من هذا النمو ولكنها سوف تنتهي عاجلا أم آجلا وعندها سوف تفاجئ الأسواق بأحجام مختلفة من الطلب على النفط .

ليست هناك تعليقات: