الأحد، سبتمبر 07، 2008

النفط في أسبوع جريدة اليوم

النفط في أسبوع

ايمن سيف

خرجت أسعار النفط العالمية من نطاقها الذي بقيت فيه لثلاثة أسابيع لتتراجع نحو قيم سابقة في شهر إبريل 2008 أقل من 110 دولار للبرميل ، وانعكست توقعات الأسواق والمضاربين بأن ترتفع الأسعار بناء على ما يمكن أن تتركه آثار إعصار جوستاف الذي ضرب خليج المكسيك الغني بمنشآت النفط حيث باءت كل تلك التوقعات بالفشل ، بدأت الأسعار بالانخفاض منذ بداية الأسبوع وساعد في ذلك وجود إجازة رسمية في الأسواق الأمريكية يوم الاثنين وهو يوم دخول الإعصار إلى خليج المكسيك كما لعبت التغطية الإعلامية للإعصار دورا هاما في خفض توقعات أحداثه حيث كان يتم تخفيض درجة قوته بعد خروجه من كوبا وكلما اقترب من السواحل الأمريكية .
لا شك أن تجربة الآثار السلبية لإعصار كاترينا الذي ضرب نفس المنطقة قبل سنتين كان يمكن أن تلقي بظلالها ويمكن لإعصار الأسبوع الماضي جوستاف أن يترك آثارا مماثلة أو أكبر على سوق النفط وهذا ما ذهب إليه الكثير في توقعاتهم بأن الأسعار قد يفلت زمامها مرة أخرى وتعود إلى قيمها المرتفعة ، لكن إدارة الأزمة الحالية استفادت كثيرا من الأزمة السابقة حين وصلت أسعار قيمها التاريخية بسبب إعصار كاترينا 2006 .
وهكذا ومع إعصار جوستاف فقد بقيت الأسعار ضمن الإطار العام لاتجاه الأسواق التي بدأت التهدئة منذ عدة أسابيع في وضع متباطئ لأهم اقتصاديات العالم في أمريكا وأوروبا حيث يتراجع فيه الطلب على النفط ويستعيد فيه الدولار الأمريكي الكثير من قوته أمام بقية العملات حيث وصلت قيمة الدولار أمام اليورو إلى أعلى مستوياتها منذ 11 شهرا .
هذه المكاسب التي حققها الدولار والتي نتج عنها استقرار في أسعار النفط كانت هامة إلى درجة عدم التفريط بها فلم تترك الأمور مفتوحة للمراهنين للاستفادة من وضع طارئ مثل إعصار جوستاف بل تمت السيطرة عليها بشكل واضح ، وتأكد من جديد أن من يملك السيطرة على الأسواق لا بد أن يمتلك وسائل الإعلام الاقتصادية أولا .
في جانب لاحق جاءت بيانات المخزون الأمريكي يوم الخميس لتفيد أن الوضع الحالي للمخزون مستقر ، ومع إغلاق حوالي 11 مصفاة للنفط في خليج المكسيك فإن هذه البيانات لم تحتسب فيها الأوضاع الراهنة وتم تأجيل ذلك إلى أسابيع قادمة حيث ستتضح التغيرات الممكنة في إنتاج الخام والمشتقات لأن معظم المنشآت هناك مغلقة بشكل احترازي قبل وصول الإعصار ولم تنته عملية جرد المخزون وتحديد الخسائر والآثار التي تركها الإعصار على منشآت النفط في خليج المكسيك وذك قد يستغرق عدة أسابيع ، وهو ما قد يكشف عن وجود نتائج سلبية فعلا إلا أن الحكومة هناك وكإجراء استباقي أعلنت عن إمكانية ضخ كمية 250 ألف برميل لتعويض النقص المتوقع في الإمدادات .
aymansaif@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: