الأحد، أغسطس 31، 2008

النفط في أسبوع جريدة اليوم

ايمن سيف

النفط في أسبوع

ايمن سيف

بقيت أسعار النفط من 25 - 29 أغسطس ضمن نفس المنطقة للأسبوع الثالث على التوالي وهي أعلى من 110 وأقل من 120 بمعنى أن هذه الحواجز ازدادت أهمية وقوة وسوف يعني تجاوزها تحقيق مستويات جديدة . وبالرغم من ضيق المنطقة التي تتحرك داخلها الأسعار نسبيا ، فإن الحركة اليومية لم تكن مستقرة وهادئة بل شهدت تجاذبات حادة تصل إلى فارق 6 دولارات يوميا فتقترب من القيمة العليا ثم تعود إلى أدنى قيمة وهذا ما يؤكد أن الأسعار لن تبقى طويلا هنا . ويعكس تخوف المضاربين من الدخول بصفقات كبيرة قد لا تكون في الاتجاه الصحيح تعرضهم للخسائر ، وربما هناك توجه مختلف لدى صناع السوق وحتى لا تكون الخسارة أكبر إذا فهو حذر متبادل داخل قاعات التداول قد يستمر إلى حين لكنه في النهاية سوف يتبدد وينتهي .
تشير الأجواء العامة المحيطة بأسواق النفط الى أن هناك استعادة للدولار لبعض قوته أمام بقية العملات فقد ارتفع مؤشر الدولار أمام سلة العملات الرئيسة خلال الأسابيع الأخيرة من أدنى قيمه على الإطلاق في شهر مارس الماضي عند 70.95 بالمائة إلى 77.11 في المائة خلال الأسبوع الأخير وهي القيمة التي كان عليها خلال بداية 2008 ، أي أن مرحلة تراجع الدولار ربما تكون قد انتهت وبدأ دورة استعادة عافيته وهذا كله ناتج عن وضع طبيعي فتباطؤ اقتصاد الدول الأخرى أصبح منظورا فمثلا وجدنا كيف وصلت حالة الاقتصاد البريطاني إلى قيمها الدنيا وكيف تراجعت قيمة الجنيه الإسترليني أحد عناصر سلة العملات الأجنبية أمام الدولار من 2.11 في بداية 2008 إلى 1.82 في الأسبوع الأخير أي بما يزيد عن 14 في المائة من قيمته وذلك ليس بالفرق البسيط وقياسا عليه بقية العملات أيضا ومنها اليورو .
لقد دفعت دول عديدة أثمانا منخفضة للنفط بسبب قيم عملتها المرتفعة أمام الدولار لكنها في المقابل تحملت على المدى البعيد عواقب نقص صادراتها بسبب تكلفة استيرادها العالية من دول تحول من عملات منخفضة إلى العملة الغالية وهذا ما شجع على التوجه إلى مناطق أقل تكلفة وربما أقل جودة في المنتجات فالخيارات كانت دائما موجودة بين أن تشتري بضاعتك وتدفع ثمنها باليورو المرتفع أو تتجه إلى الصين مثلا وتدفع ثمنا بالدولار ، أما فرق الجودة فيمكن التنازل عنه ولو مؤقتا .
في جانب آخر سيطرت على الأسواق في الأيام الأخيرة مخاوف جدية من خطر سلسلة الأعاصير المتوقع أن تضرب خليج المكسيك خلال الأيام المقبلة وتحديدا الإعصار جوستاف الذي بدأ مركزا في اتجاهه وقوته نحو الولايات الأمريكية على خليج المكسيك وهي التي تحتوي أهم منشآت ومصافي النفط التي تزود الأسواق الأمريكية بالمشتقات وهذه المخاوف لها ما يبررها من حيث الآثار المدمرة الممكن أن يتركها إعصار على تلك المنشآت وما إعصار كاترينا ببعيد والذي سبق قبل عدة سنوات أن فعل ما فعله في منشآت النفط واستغرق إصلاح أضراره زمنا طويلا ، خاصة أن تلك المنشآت في معظمها قديمة وتعطيل أجزاء هامة منها يصيبها بالعجز عن تلبية احتياجات الأسواق المحلية بالمشتقات من الوقود ووقود التدفئة ويصيب الأسواق بنوع من الارتباك .
aymansaif@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: