الأحد، يوليو 13، 2008

القراءات المتفائلة لتهدئة أسعار النفط العالمية صعبة المنال جريدة اليوم

الأسعار واصلت الارتفاع

القراءات المتفائلة لتهدئة أسعار النفط العالمية صعبة المنال

أيمن سيف

أيمن سيف

وصلت أسعار النفط إلى رقم جديد الجمعة الماضية فوق 147 دولارا للبرميل بالتزامن مع مخاوف حول تطورات الموضوع الإيراني حيث بدأ القلق لدى العديد من الدول خاصة الأوروبية منها مع استمرار مسلسل الأخبار السلبية الواردة من إيران ، وكانت أسعار خام برنت في لندن قد ارتفعت إلى 147.25 دولار منهية الرقم الأخير الذي سجل بداية الشهر عند 146.70 ، كذلك في نيويورك ارتفع خام غرب تكساس إلى 147.30 .
وبذلك يبدو أن القراءة المتفائلة ما تزال بعيدة حول وجود تهدئة تصمد لفترة زمنية متوسطة أو قصيرة ، ولم تثمر جميع الجهود والمؤتمرات العالمية التي عقدت خلال الأسابيع القليلة الماضية حول موضوع الأسعار ، فالتراجع الذي طرأ خلال الأسبوع الأخير على الأسعار حين وصلت قرب 135 دولارا ما كان إلا استراحة مؤقتة على شكل جني أرباح للمضاربين وإعادة أخذ مواقع جديدة للعودة إلى غاياتهم في تحقيق قيم تاريخية أخرى .
وكانت البيئة المالية المحيطة بأسواق النفط قد شهدت الكثير من التجاذب خلال نهاية الأسبوع فارتفع اليورو إلى أعلى من 1.59 دولار ليصبح بذلك قريبا من قيمه التاريخية المسجلة في شهر إبريل عند 1.6 دولار ، وهو ما شجع دول اليورو إلى شراء المزيد من عقود النفط لأنه يصبح اقل تكلفة بالنسبة لهم ، وكان الدولار الأمريكي مرة أخرى عرضة ليفقد المزيد من قوته أمام معظم العملات والسلع الثمينة وهو ما يزال في دائرة العواصف الناجمة عن مشاكل الإقراض العقاري ، تلك الأزمة المرحلة التي لا تكاد تغيب قليلا حتى تعود فتلقي بظلالها وتنعكس آثارها السلبية على أكبر اقتصاد عالمي ، فقد شهد الدولار عمليات بيع حادة من مقرضي الرهن العقاري بعد هبوط أسهم أهم شركات الإقراض العقارية على خلفية المخاوف من نقص رأس المال .
تلك الشركات التي ترعاها الحكومة لتقدم خدماتها للمقترضين وتمثل ثلاثة أرباع الرهن العقاري في الولايات المتحدة ، وكانت تقديرات خسائر هذه الشركات قد تضاعفت وتزايدت المخاوف إلى أن الحكومة قد تتدخل بتحويل ملكيتها إلى الملكية العامة ، وفي هذا الشأن جاءت تصريحات وزير الخزانة الأمريكي بولسون بأن الحكومة ستعمل على مساعدة تلك الشركات فى الانتعاش فى شكلها الحالي . كل تلك العوامل وغيرها دفعت الدولار إلى مزيد من التراجع فقد سجل مؤشر الدولار أمام سلة العملات الرئيسية 71.79بالمائة ليكون قريبا من أدنى قيمه في شهر مارس عند 70.70بالمائة متراجعا بشكل ملحوظ بعد التحسن المؤقت الذي أوصله خلال شهر يونيو إلى 74 بالمائة ، كما عادت المعادن الثمينة للارتفاع مرة أخرى بشكل ملحوظ ، فارتفع الذهب إلى 967 دولارا للأونصة الواحدة وهي القيم التي كانت سجلت في شهر مارس ، مما يعني أن المجال أصبح مفتوحا للوصول إلى قيم تاريخية قرب أو أعلى من 1030 دولارا المسجلة في نفس الشهر السابق ، وهذا يعني أن التهدئة التي سجلتها أسواق العملات خلال الأشهر الأخيرة لم تنجح في أن تكون استباقية لتحسين قيمة الدولار وترك أثر ملموس على أسعار السلع الهامة ومنها النفط.

ليست هناك تعليقات: