الأحد، يوليو 06، 2008

النفط والمستويات الجديدة جريدة اليوم

لنفط والمستويات الجديدة

تحليل : أيمن سيف

ذهبت أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي في رحلتها المستمرة نحو الأعلى إلى مستوى جديد آخر فوق 146دولارا للبرميل بعد الأنباء السلبية عن تراجع مستوى المخزون الأمريكي يوم الأربعاء، وربما كانت ستصل الى أعلى من ذلك إلا أن الحركة هدأت قليلا مع نهاية الأسبوع على خلفية جني أرباح وتوقف الأسواق بسبب عطلة الأسواق الأمريكية يوم الجمعة.
لم يعد جديدا أن تحقق الأسعار أي مستويات تاريخية، فكل رقم جديد هو تاريخي ولم يسبق أن شاهدته الأسواق من قبل ، وأسعار اليوم أصبحت ضعف ما كانت عليه قبل سنة من اليوم.
لكن الجديد دائما في سقف التوقعات المفتوحة هو إلى أين ستصل التأثيرات السلبية للأسعار المرتفعة على المستهلكين في نهاية الأمر ، التى باتت مؤثرة في أسعار معظم السلع وتكاليف النقل والخدمات وما يمكن أن تصل إليه نتائج الارتفاع المتواصل لأسعار النفط؟
على هامش المؤتمر العالمي للنفط الذي عقد في مدريد ولم تنتج عنه أية إشارات إيجابية نحو تهدئة الأسواق، قام نحو مائة متظاهر باحتلال بورصة مدريد لفترة قصيرة فقط ليعبروا عن احتجاجهم وغضبهم من أسعار النفط المرتفعة .
ومعلوم أن بورصة مدريد ليست هي المكان الرئيس لمضاربات النفط، فالمضاربات الرئيسة تتم في نيويورك ولندن، لكن المحتجين ربما لم يخطئوا العنوان فأهدافهم كانت بسيطة وهي رسالة غضب تلفت الانتباه إلى خطورة المشكلة وطريقة تناميها.
فغضب المستهلكين كان موجها ليس نحو المكان وإنما نحو سبب المشكلة الحقيقية التي تعانيها الأسواق العالمية، والمستهلكون في جميع أنحاء العالم، ألا وهي المضاربات التي تتم في أروقة البورصات، وهل ستبقى الأمور مفتوحة إلى ما لا نهاية؟
بالإضافة إلى الضغط المستمر الذي تمارسه أسعار النفط على تكاليف إنتاج ونقل السلع الغذائية، فإن البحث عن بدائل أخرى سريعة وتكلفتها قليلة دفعت بعض الدول إلى إنتاج الوقود الحيوي من بعض السلع الغذائية مثل السكر ، وربما لم يخطر في حساباتهم أن حل المشكلة الرئيسة سوف يولد مشاكل جديدة، وفعلا كان ذلك سببا جوهريا في رفع أسعار السلع الغذائية 75بالمائة حسب تقارير البنك الدولي .
فبدلا من أن يتوجه الإنتاج الزراعي إلى هدفه الطبيعي في تلبية احتياجات الغذاء العالمي ، وهذا الإنتاج يدخل الأسواق أصلا وهو مثقل بتكاليف النقل المرتفعة، أصبح يتجه إلى مكان آخر نحو مصافي جديدة لتكريره وتحويله إلى وقود بديل للنفط.
هذه الأسباب في الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة بدأت تترك آثارها السلبية على المجتمعات الفقيرة وتدفع شرائح أخرى تحت خط الفقر ، يبدو ذلك واضحا في زيادة أعداد من هم تحت خط الفقر إلى أكثر من 100 مليون نسمة.
aymansaif@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: