الأحد، يوليو 20، 2008

هل دخلت أسعار النفط مرحلة منطقية بحثا عن الاستقرار ؟ جريدة اليوم

أسعار النفط خلال الأسبوع من 14 – 18 يوليو 2008

سعر الافتتاح

أعلى سعر

أدنى سعر

سعر الإغلاق

144.50

146.70

128.25

128.70

AYMANSAIF@HOTMAIL.COM

تراجعت أسعار النفط خلال الأسبوع الأخير 14-18 يوليو حوالي 16 دولار في أكبر انخفاض تاريخي خلال أسبوع واحد ، معاكسة بذلك للأسبوع الأول من شهر يونيو حيث سجلت الأسعار حينها أعلى ارتفاع تاريخي في أسبوع واحد ، وقد حدث هذا التراجع الملحوظ على خلفية تراكم العديد من العوامل الإيجابية من بينها توفر المزيد من الخام في المخزونات الأمريكية وضخ المزيد من التصريحات من المسئولين والتي فسرت على أنها في اتجاه تهدئة الأسواق بالإضافة إلى عوامل إيجابية أخرى سياسية على ملف إيران وعلاقاتها بالغرب ، فهل دخلت الأسعار فعلا مرحلة تصحيحات منطقية بحثا عن الاستقرار والتهدئة للوصول إلى القيم العادلة لها ، أم انها مجرد استراحة ومرحلة ما يسمى بجنى الأرباح خاصة أننا في فترة نهاية عقود وبداية عقود جديدة للنفط وتبديل المواقع .

لقد شهدت بداية الأسبوع الأخير وصول الدولار قرب أدنى مستوياته حيث سجلت العملات الرئيسية المقابلة له وأهمها اليورو قيما أعلى من مستوى 1.60 مرة أخرى ، فيما سجل الذهب مستويات 988 دولار للأونصة الواحدة وكانت الأمور تتجه نحو التصعيد المفتوح والقيم إلى مستويات أعلى بكثير لولا التصريحات الحثيثة والمتواصلة التي جاءت على لسان بن برنانكي رئيس الاحتياط الفدرالى الأمريكي وغيره من المسئولين الأمريكيين والتي أوقفت ولو إلى حين ذلك الانهيار الجديد الذي كان سيحصل للدولار في ساعات .

أصبح صراع المضاربات الذي يدور في أروقة البورصات يهدد مستقبل اقتصاد وعملات دول عظمى ، ومن الواضح أنه لم يعد مقبولا لدى الدول التي تدفع ثمنا مرتفعا للنفط أن تشتري دولارا مرتفع القيمة أيضا وبدأت تسعى بشكل جدي لخفض قيمة الدولار إلى الحد الذي يخفف عنها ارتفاع سعر النفط حتى وإن أصبح ذلك على حساب صادراتها ، وفي المقابل فإنه مهما تراخى الأمريكيون عن دولارهم المنخفض ولم يفعلوا شيئا في السابق لتحسين قيمته فإن هناك قيم لا يمكن التنازل عنها ومجرد تراجع الدولار دونها يشكل خطرا أكبر على الاقتصاد الأمريكي .

إذا فالمعادلة قد تشابكت إلى حد التعقيد وثمن الخروج المقبول من هذا الوضع بالنسبة لجميع الأطراف هو تهدئة أسعار النفط إلى حدود مرضية لجميع الأطراف ، فهل يجد المضاربون لهم مادة أخرى بديلة عن النفط تكون الوقود الذي يحرك تلك المضاربات التي لا تعرف الحدود ضمن توفر رؤوس أموال هائلة خصصت لهذا النوع من الاستثمارات ، فالأمر بالنسبة لهم لا علاقة له بالنفط أو بأي سلعة أخرى ، وإنما هي مجرد أرقام ورسوم بيانية على الشاشة فأينما تتوافر الشروط والمعطيات الملائمة لحصد الأرباح سوف يتم تحريك رؤوس الأموال تلك باتجاهها .

وبالرغم من هذا الهدوء المؤقت في أسواق النفط فالأسعار ما زالت عند قيم مرتفعة وهي الأعلى تاريخيا حتى شهر مايو 2008 ، ومن المبكر الحديث عن توازن حقيقي لأسعار تلك السلعة الهامة التي عصفت بكل أسعار السلع الأخرى من معادن ثمينة وعملات .

ليست هناك تعليقات: