الاثنين، فبراير 22، 2010

تأثيرات عودة الدولار القوي تسيطر على اتجاه أسعار النفط

تحليل - أيمن سيف

ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام في اسبوعها الثاني لتجمل ارتفاعاتها المتصلة بواقع 12 في المائة خلال اسبوعين وأغلق الخام الخفيف تسليم مارس عند 79.75 دولار للبرميل في بورصة نيويورك وجاء ارتفاع يوم الجمعة بناء على عدة اسباب منها: المخاوف من امدادات البنزين في المصافي الفرنسية على خلفية اضراب عمال المصافي هناك وبعد ان تراجع معدل التضخم في الولايات المتحدة وتجدد المخاوف بشأن برنامج ايران للطاقة النووية، وكذلك بعد تقرير وزارة العمل الأميركية الجمعة الذي أكد هبوط معدل التضخم الأساسي بنسبة 0.1 بالمائة في يناير الماضي وهذا الانخفاض للمرة الأولى منذ عام 1982، وايضا ارتفع مؤشر اسعار المستهلكين بنسبة 0.2 بالمائة ، وفي جانب معاكس لم يترك تأثيره على الاسواق جاءت التوقعات بأن رفع أسعار الفائدة على الدولار يمكن أن يحدث عاجلا وليس آجلا خاصة بعد الخطوة المفاجئة من جانب الاحتياطى الفيدرالى الامريكى يوم الخميس برفع نسبة الفائدة التي تفرض على البنوك للحصول على القروض الطارئة وأعطى ذلك مؤشرا على تشديد محتمل في السياسة النقدية الأمريكية، حيث يمكن لارتفاع أسعار الفائدة أن يزيد تباطؤ نمو الطلب على النفط في ظل تشدد سياسة المعروض النقدي وأن يدفع الدولار للارتفاع وحينها سوف تميل أسعار النفط إلى الانخفاض بناء على قوة الدولار.
وفي شأن آخر في أسعار الطاقة فإن الفجوة بين أسعار النفط والغاز الطبيعي أصبحت كبيرة جدا حيث تبلغ أسعار النفط حاليا 15.7 ضعف سعر الغاز الطبيعي بينما المعدل التاريخي هو حوالي 8.4 خلال العقد الماضي.
وقد انهارت أسعار الغاز الطبيعي في عام 2009 عندما انخفض الطلب خلال فترة الركود بعد طفرة التنقيب عن الغاز الطبيعي في 2007-2009 لكنها عادت لتسجل انتعاشا خفيفا على مدى الأشهر القليلة الماضية في الولايات المتحدة خلال فصل الشتاء القارس بدءا من اكتوبر 2009 ، ومع ذلك فإن زيادة الطلب لم تؤد الى خفض ملموس في مخزونات الغاز الطبيعي بشكل كاف لتعزيز الطلب والأسعار وبالتالي فمن المتوقع عندما ينتهي موسم التدفئة في فصل الربيع المقبل أن تتراجع أسعار الغاز الطبيعي وأن تزيد الفجوة السعرية بين النفط والغاز الطبيعي ، وتعتبر مادتا النفط والغاز الطبيعي غير متطابقتين من جهة الاستهلاك او في مصدر التوريد والشحن حيث إن الغاز الطبيعي يعتبر اقليميا في عدة اماكن بينما يتم شحن النفط الى جميع أنحاء العالم، لكن هذا الفرق في الاسعار سوف يدفع نسبة كبيرة من المستهلكين للتحول إلى الوقود الأرخص عندما يكون ذلك ممكنا خاصة في حال أن أسعار النفط ستبقى على مستواها الحالي، والاحتمال القائم لهذه التناقضات هو زيادة استخدام الغاز الطبيعي خاصة من قبل المنشآت التي يمكن أن تستخدم إما النفط أو الغاز الطبيعي مثل المحطات الكهربائية

ليست هناك تعليقات: