الاثنين، ديسمبر 28، 2009

أسعار النفط تودّع 2009 دون سينـاريو لتوقّعاتها على المدى البعـيد أو المتوسّـط

أسعار النفط تودّع 2009 دون سينـاريو لتوقّعاتها على المدى البعـيد أو المتوسّـ

أنهيت تداولات النفط الخام في الأسبوع قبل الأخير لعام 2009 عند مستويات 77 دولارا للبرميل ولا تزال بذلك قرب أعلى قيمها لهذا العام، حيث كانت بداية العام بأسعار ضعيفة عند 42 دولارا في مسار التراجع على خلفية الهبوط الحاد الذي بدأ في منتصف 2008 حتى وصلت لأدنى قيمها في فبراير 2009 قرب 33 دولارا، ثم دخلت مرحلة الصعود المستمر حتى وصلت لأعلى القيم عند 82 دولارا في أكتوبر الماضي، وبذلك يصبح متوسط الأسعار لسنة 2009 حوالي 63 دولارا للبرميل وهو ما يعادل 150% عن سعر البداية، لكنها في نفس الوقت أقل من 50% من أعلى سعر تاريخي، وبشكل عام فإن تغيرات السنتين الأخيرتين في أسواق النفط، وأسعاره كانت كبيرة إلى الحد الذي عكست فيه صورة كاملة لتغيرات 10 سنوات سابقة واختزلت تلك المتغيرات في 12 شهرا الأخيرة، حيث كانت أسواق النفط أشبه بمرآة لما يحدث من تغيرات في الأقتصاد العالمي عموما وفي أسواق المال الأخرى من عملات وأسهم.منذ الأيام الأولى في 2009 وبعد الهبوط الحاد من سعر 149 دولارا الذي بدأ منتصف صيف 2008 حتى وصلت الى ما دون 40 دولارا كانت الأسعار تبحث عن نهاية لهذا الهبوط وتتلمس القاعدة فهي المرة الأولى التى تنخفض فيها الأسعار أقل من 50 دولارا منذ عام 2005، ويعتبر تراجع الأسعار الحاد مزعجا للمنتجين ولنشاط اكتشافات النفط في البحث عن مصادر جديدة أو لتطوير المصادر الحالية، حيث الربحية الاقتصادية قد لا تصبح مجدية في ظل الأسعار المنخفضة، وما يزيد من تلك المخاوف تلك التصريحات الإعلامية وتوقعات المحللين والدراسات الصادرة عن بعض المراكز المالية والتي لم تأت نتائجها مطابقة للواقع في حالات كثيرة، فعند استرجاع هذه المعطيات مع بدايات 2009 فإن الكآبة والتشاؤم كانا يسيطران على مجمل تلك التوقعات مع رؤية قاتمة لصناعة النفط، بينما النظرة الى الانتعاش محدودة جدا، وأكبر مثال على ذلك توقعات البنك الدولي في تقريره الاقتصادي الذي جاء في البداية لسنة 2009 بأن متوسط أسعار النفط سيراوح حول 42.90 دولار ويرتفع إلى 48.20 دولار في عام 2010 وإلى 50.40 دولار في عام 2011، وعندما جاءت أرقام السوق مغايرة تماما فقد تغيّرت هذه التوقعات مرات عديدة وبوتيرة متتابعة أحيانا حتى أصبحت لا تحظى بثقة المتابعين ومثارا للشك في مصداقيتها.بقيت دراسات أسعار النفط إلى ما قبل السنتين الأخيرتين تستند إلى معطيات الاقتصاد العالمي الذي كان يتغير بمعدلات مستقرة ونسب مئوية قابلة للتوقع إلا ان التطورات المتلاحقة التي مرّ بها خلال السنوات الأخيرة وما تركه من آثار سريعة في تذبذب أسعار النفط خلال اليوم الواحد جعل من الصعب وضع سيناريو التوقعات على المدى البعيد أو المتوسط أحيانا.

هناك تعليق واحد:

اقصوصه يقول...

شكرا على الطرح