الاثنين، ديسمبر 15، 2008

متغيرات أسعار النفط

أيمن سيف

aymansaif@hotmail.com

تحركت الأسعار في أسواق النفط باتجاه الارتفاع منذ بداية الأسبوع الأخير لتصل أعلى قيمها عند 49 دولار – خام غرب تكساس بنسبة مئوية نحو 18 % عن بداية الأسبوع ، ثم لتغلق تداولات الأسبوع عند 46.5 ، وبالرغم من هذا التحسن إلى أن الأسعار لا تزال ضمن إطار التراجع ومن المبكر الحديث عن تحسن ملموس أو عن استقرار في أسواق النفط .

ضمن الحركة العامة للأسواق المالية وأسواق السلع فإن المتغيرات تبدو كبيرة حيث تراجع الدولار خلال الأسبوع الأخير نحو 4% متنازلا عن مكاسبه السابقة عند قيم 87% لمؤشر الدولار أمام سلة العملات الرئيسية وليعود مجددا عند 83.65% ضمن ارتفاع بقية العملات وأهمها اليورو الذي واصل الارتفاع من 1.26 إلى 1.34 ، والحالة نفسها في أسعار الذهب من 760 إلى 820 دولار في سعر الأونصة .

هذه المؤشرات مجتمعة تعطي فرصة من الناحية النظرية للتوقع بأسعار مرتفعة للنفط إلا أن ذلك صعب ويبقى مرهون بمتغيرات أخرى لعل من أهمها الاجتماع القادم لمنظمة أوبك في 17 ديسمبر الحالي الذي يأتي تحت عوامل تدفع باتجاه خفض الإنتاج وحتى دول من خارج أوبك مثل روسيا ترغب في المشاركة بخفض الإنتاج ، لكن الأهم من كل ذلك هي الكمية التي تتم الموافقة على اقتطاعها من الإنتاج العالمي وهل توافق القراءة الدقيقة في حجم الطلب حتى يتحقق التوازن المبدئي في الأسواق .

يبقى السؤال الذي يتردد يوميا في أسواق النفط هو إلى أين ستذهب الأسعار وهل تتمكن أوبك من فرض السيطرة مجددا للتحكم بالأسعار ، من خلال الفترات التاريخية الممتدة حتى 1970 ومرورا بالأزمات والتغيرات التي صاحبت أعلى القيم وأدناها يتبين من خلال قراءة المتوسط السعر السنوي بأن سعر برميل النفط ارتفع في 1974 عنه في 1973 بنسبة 213% ثم تراجع من قيم قرب 70 $ (خام غرب تكساس) في 1981 ليعود ضمن نطاق معدلات بين 21 – 22 $ ويفقد 73% من قيمته وبقي خلال هذا المتوسط في الفترة بين 1981 وحتى 1986 ، وقياسا على تلك النسب التاريخية فإن المعدل السنوي للأسعار خلال 2008 يكون 95$ ويمكن أن يذهب متوسط الأسعار الجديد إلى ما بين 20 – 30 $ إذا احتسبنا التراجع مكافئا لنسبة 73% .

مثل هذا النظرة التاريخية هي الأكثر تشاؤما لأسعار النفط لكنها ليست مستبعدة ، إلا أن التغيرات التي طرأت في الاقتصاد العالمي منذ تلك الحقبة الزمنية تجعل من الممكن عودة الطلب وبقوة على خام النفط في أي وقت يتعافي فيه أحد الإقتصادات الهامة ، واهتمام الدول المنتجة حتى من خارج أوبك بإعادة النظر في أحجام العرض الموجودة حاليا يؤكد أهمية هذه المرحلة لإعادة التوازن إلى الأسواق .

ليست هناك تعليقات: