الأحد، مايو 25، 2008

أسعار النفط مسـتمرة في الارتفـاع ولا بوادر استقـرار في الأسـواق جريدة اليوم

الارتفـاع ولا بوادر استقـرار في الأسـواق

تحليل : ايمن سيف

قفزت أسعار النفط مرة أخرى الجمعة نهاية الأسبوع بعد أن كانت قد تراجعت 3 بالمائة من أعلى قيمة على الإطلاق سجلت الخميس عند 135 بالمائة ، فيما ستكون الأسواق الأمريكية والبريطانية في إجازة 3 أيام حيث تغلق أسواق النفط الرئيسية في كل من نايمكس وبرنت يوم الاثنين 26 مايو .
وكانت الأسعار قد ارتفعت الأربعاء ثم عادت وتراجعت بشكل حاد نهاية يوم الخميس ، وإذا كان الصعود مبررا بنقص المخزون الأمريكي من الخام والوقود الذي ظهرت بياناته الأربعاء ، فإن التفسير الممكن للتراجع هو عمليات جني الأرباح ، وفي النهاية فإن الحديث يبقى دائما أعلى من 130 بالمائة وهي القيمة الأعلى من قيم الأسابيع السابقة على الإطلاق ، وتساوي نحو ضعف الأسعار في نفس الوقت من العام الماضي .
وبالنظر إلى الأيام القادمة فإنه لا يبدو أن الأسعار قد وصلت لنهايتها ولا تظهر بوادر استقرار في الأسواق ونجد أن الأسعار لا تزال في طور الصعود مع زيادة الطلب على المشتقات ، فالصين مثلا وكارثة الزلزال التى ألمت بها سوف ترفع الطلب على الديزل لتلبية الاحتياجات غير العادية من النقل والشحن المستمر للإغاثة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه ، كذلك فإن الأسابيع القادمة هي موسم الربيع والرحلات في الولايات المتحدة ودائما ما تشهد حركة نقل غير عادية تستهلك بشكل لافت كميات أكبر من وقود السيارات ، وهذا ما يؤكد أن جانب الطلب على المدى القريب ما زال في ارتفاع.
أما في جانب العرض فإن فرص زيادة الإنتاج ليست كبيرة والتصريحات المتكررة من جانب مسئولي أوبك تؤكد ذلك .
في ظل هذه الأجواء للأسواق المشحونة ، ما زال المحللون ومضاربو الأسواق يقودون حملاتهم الدعائية في اتجاهات تبين توقعات غير مريحة للمستهلكين وتقدم وقودا هائلا للمضاربات ، بعد أن أصبح النفط مادة خصبة لذلك ، فعلى مدى ست سنوات مضت كان النفط السلعة الأولى والأهم في تداولات الأسواق .
ويبقى السؤال المستمر عن مدى إمكانية الوصول إلى توازن في معادلة ثلاثية الأبعاد ( المضاربات - العرض - الطلب) ، حيث الطلب في ارتفاع مستمر والعرض ليس كذلك ، فالصين والهند مثلا تتربعان اليوم على قمة الدول الأكثر نموا في العالم ومستوى معيشة الفرد في تحسن مستمر يرافقه طلب على النفط في ازدياد مستمر، لكن هناك دولا أخرى في قائمة الانتظار تتطلع لتحسين اقتصادها وهذا سيؤدى إلى زيادات أخرى كبيرة على النفط .
وأصبحت أسعار النفط الخام ومشتقاته بالإضافة إلى أسعار المواد الغذائية تؤرق البنوك المركزية في دول العالم المختلفة ، وزاد ذلك في صعوبة السيطرة على الأمور من خلال التحكم بأسعار الفائدة ، وهذا ما حذر منه فعلا البنك المركزي البريطاني حيث ذكر أن التضخم في الأسعار لن يسمح بخفض الفائدة خلال السنة القادمة بالرغم من ضعف الإنتاج المحلي ، وفي حقيقة الأمر فإن نظرة البنوك المركزية إلى أسعار السلع بشكل عام قائمة على فرضية أن الأسعار وصلت إلى ذروتها ، وتتوقع أن تبدأ بالتراجع خلال السنة المقبلة 2009، لكن النفط وهو السلعة الأهم ، لا توجد ضمانات لكي تتراجع.
aymansaif@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: