الأحد، مايو 18، 2008

«مؤثرات متناقضة» تبقي أسعار النفط في محيط 120 دولارا جريدة اليوم

«مؤثرات متناقضة» تبقي أسعار النفط في محيط 120 دولارا

تحليل : ايمن سيف

بقيت أسعار النفط خلال الأسبوع (12 مايو - 16 مايو) ضمن نطاق أعلى من 120$ للبرميل ، ولم تسجل قفزات مشابهة للأسابيع الماضية على الرغم من وصول الأسعار قيمة جديدة ، ويرجع ذلك إلى المؤثرات المتناقضة على الأسواق والتي جاء بعضها في صالح التهدئة لكن التأثيرات السلبية كانت لها الكفة الراجحة والقول النهائي مع إغلاق الأسبوع ، حيث سجل الخام في بورصة نايمكس رقما جديدا قرب مستوى 128$ للبرميل .
من الأخبار التي جاءت بتفاؤل مؤقت على الأسواق ورافقت نزول الأسعار يوم الخميس إلى مستويات 120$ ، تخلى البيت الأبيض عن معارضته وقف ضخ شحنات النفط إلى الاحتياطي الاستراتيجي ، حيث تأكد أن الرئيس الأمريكي لن يستخدم حق النقض على مشروع قانون أقره الكونجرس بوقف ضخ الخام في احتياطي الطوارئ الأمريكي لحين نزول الأسعار دون 75$ للبرميل ، وهو ما يعتبر تراجعا من الإدارة الأمريكية عن معارضة سابقة لهذا القرار على مدى الأشهر الماضية .
ويحتوى مخزون الطوارئ الأمريكي الذي تأسس في 1974 على نحو 703 ملايين برميل من الخام في عدة مواقع تحت الأرض ، وبينما يعتبر مؤيدو الاستمرار في التخزين أن الولايات المتحدة تحتاج إلى ضخ مستمر في احتياطي دائم قادر على تخفيف أثر أي توقف طارئ في الإمدادات ، يقول مؤيدو القرار أن 70 ألف برميل يوميا تضاف إلى الاحتياط حاليا يجب ضخها في السوق للمساعدة على خفض أسعار المحروقات القياسية ، وواقع الأمر أن مثل هذه الكمية موضع الخلاف بين الإدارة والكونجرس الأمريكي تمثل نسبة ضئيلة من حجم استهلاك يزيد على 20 مليون برميل يوميا .
ومن جانب أوبك أكد تقرير المنظمة يوم الخميس أن هناك تراجعا في الطلب العالمي اقل من المتوقع سابقا حيث معدل الطلب اليومي خلال 2008 يدور حول 86.95 مليون برميل أي بزيادة قدرها 1.35 بالمائة مقابل توقعات كانت في 2007 أن يرتفع الطلب 1.4 بالمائة .
وتستمر المؤثرات على برميل النفط فهذا تقرير صدر عن بنك جولدمان ساشز ، وهو البنك الأهم عالميا في استثمارات الطاقة ، حيث رفع توقعاته بأن تصل أسعار النفط خلال النصف الثاني من 2008 إلى مستويات 141$ ، معززا تلك التوقعات باستمرار النمو في الاقتصاد العالمي وذلك ما يبقي الطلب على النفط في زيادة مستمرة ، ولكي تتم الموازنة بين زيادة 3.8 بالمائة متوقعة في نمو الاقتصاد العالمي مقابل زيادة متوقعة في الإنتاج بمقدار 1 بالمائة خلال نفس الفترة المقبلة فان الأسعار يجب أن ترتفع نحو 14 بالمائة عن المستويات الحالية وهو ما يوصلها أعلى من 141$ ، والجدير ذكره أن هذا البنك كان أول من توقع في 2005 بأن تصل أسعار النفط 100$ وكان معتمدا في ذلك على نفس حسابات نمو الاقتصاد العالمي ، وفي وقت مبكر من هذا الشهر سبق من محللى نفس البنك أن توقعوا بأن الأسعار ستتجه إلى 150 – 200 $ خلال السنتين المقبلتين.
ختام الأسبوع كان لا بد للدولار من دور أخير فجاء تأثير تراجع الدولار أمام العملات الأخرى لترتفع معظم السلع وعلى رأسها الذهب الذي سجل الأونصة 905$ وهو الأعلى منذ 4 أسابيع ، ودائما ما يشجع انخفاض الدولار حاملي العملات الأخرى على شراء مزيد من صفقات النفط .

aymansaif@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: