الأحد، مايو 04، 2008

«عوامل إيجابية» وراء التراجع المؤقت جريدة اليوم

لنفط في أسبوع

«عوامل إيجابية» وراء التراجع المؤقت

تحليل - أيمن سيف

أيمن سيف

تداولت أسعار النفط خلال الأسبوع الأخير (28 إبريل - 2 مايو) بشكل دراماتيكي سريع وبلغت حركة الأسعار ذروتها في الفرق 9 دولارات بين أعلى قيم سجلت الاثنين 28-4 عند 119.70 وأقلّها عند 110.30 يوم الخميس .
البداية كانت في تجاه التباعد عن مستويات 120 بشكل ملحوظ وسريع ،ولكن ذلك التراجع لم يدم طويلا وسرعان ما تبدد الأمل في مزيد من انخفاض الأسعار قبل إغلاق الأسواق يوم الجمعة نهاية الأسبوع بساعات قليلة ، حينما عادت الأسعار لترتفع من جديد لتغلق عند 116.4 متأثرة بتجدد الأحداث التركية – الكردية في شمال العراق والمخاوف من تأثر إمدادات النفط من تلك المنطقة ، وهكذا تأكدت قاعدة «التوجه العام للأسعار يحرك الأخبار أحيانا» ، وطالما أن الاتجاه العام لأسواق النفط ما زال نحو صعود الأسعار فمهما بلغت أهمية الأخبار الإيجابية في اتجاه نزول الأسعار والتي استغرق تجميعها وتراكمها عدة أيام متواصلة ، فإن خبرا واحدا سلبيا كان كفيلا لترتفع الأسعار في ساعات ، وتبقى أسواق النفط بانتظار حزمة لا بأس بها من المؤشرات الايجابية يقف على قائمة ذلك ظهور تحسن فعليّ في سعر صرف الدولار الأمريكي.
ولدراسة الأسباب وراء هذا التراجع المؤقت ، كانت هناك عدة عوامل إيجابية تجمعت منذ بداية الأسبوع ليتحقق هذا الخفض في الأسعار وتكون التهدئة هي سيدة الموقف ، حيث جاءت بيانات المخزون الأمريكي من النفط الأسبوعية الأربعاء 30 إبريل إيجابية تظهر زيادة أكبر من المتوقع في المخزون الأمريكي من الخام ، ولعل من أهم تلك الأسباب أيضا ، التحسن الذي طرأ على سعر الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى ،وكان ذلك مقترنا بتراجع اليورو الذي بدا قبل ذلك وتحديدا منذ 23 إبريل من قيمة 1.60 نزولا إلى أقل من 1.54 يوم الجمعة 2 مايو ، وكان تراجع اليورو هذا متزامنا مع عدة أخبار اقتصادية سلبية صدرت من أوروبا وألمانيا تحديدا ، وقابلها في الجانب الأمريكي بعض البيانات الإيجابية ، وهو ما أدى أيضا إلى تراجع في أسعار السلع ومن بينها الذهب الذي وصلت سعر الأونصة عند 845 وهو السعر الأقل منذ يناير 2008 ، كذلك أضافت التصريحات من المسئولين الاقتصاديين في أمريكا وأوروبا والتي كانت متزامنة مع خفض الفائدة الأمريكية من 2.25% إلى 2% قليلا من التفاؤل والثقة ولو مؤقتا في تعافي الدولار .
ومع أن التراجع الذي ظهر على الأسعار خلال الأسبوع لم يستمر ، فإن الحديث عن تصحيح سعري ملحوظ لا زال مبكرا ، طالما ان بقيت الأسعار أعلى من 110 للبرميل الواحد ، لأن الزيادة التي طرأت على الأسعار خلال السنوات الأخيرة وتحديدا في السنة الماضية لم يسبق لها مثيل خلال عمر هذه السلعة ، فبينما كانت سعر برميل النفط قبل سنة من هذا التاريخ يدور حول 60-65 وينظر إليه أنه مرتفع ، نجد اليوم صعوبة في المحافظة عليه عند 110 وربما بقاؤه تحت 120 .

ليست هناك تعليقات: