الأحد، أبريل 27، 2008

تقلبات للنفط في نطاق الـ 5 دولارات

النفط في أسبوع

تقلبات للنفط في نطاق الـ 5 دولارات

تحليل : ايمن سيف

تقلبت أسعار النفط خلال الأسبوع الأخير ضمن نطاق خمسة دولارات صعودا وهبوطا، ولكنها بقيت دائما في مستوياتها المرتفعة تاريخيا ، وفي حين اقتربت أسعار الخام الأمريكي لعقود شهر مايو ، الجمعة 22 – 4 من 120 دولارا ، منهية بذلك تراجعها المؤقت إلى 114.25 دولار والذي نتج عن التحسن في سعر الدولار مقابل اليورو نهاية الأسبوع ، ولترجح كفة المؤثرات الأكثر سلبية على الأسعار ، ومن بين التأثيرات الأخيرة على هذه الارتفاعات نهاية الأسبوع تصدر نبأ المواجهة السريعة بين البحرية الأمريكية والزوارق الإيرانية ، كما أن أنباء الإمدادات إلى الأسواق لم تكن على ما يرام مع توقف 200 ألف برميل من نيجيريا بسبب المشاكل بين العمال وشركة إكسون موبايل ، والتهديدات المستمرة حول خطوط التصدير التي جاءت بعد مهاجمة أنابيب النفط في تلك المنطقة يوم الخميس .
أما خام برنت والذي يتم إنتاجه في بحر الشمال فلم يبق بعيدا عن هذه الأسعار والأحداث ، فقد سجل أعلى قيمه على الإطلاق يوم الجمعة في بورصة لندن عند 117.50 دولار ، كما انتقلت عدوى إضرابات العمال وأدت إلى إغلاق مصفاة اسكتلندا نهاية الأسبوع وهو ما سيترتب عليه توقف نحو 725 ألف برميل ، كل هذه المشاكل في إمداد النفط تأتي في وقت يتوقع أن يرتفع الطلب في الولايات المتحدة مع حلول فصل الصيف الشهر المقبل ، وفي جانب المصدرين أكدت منظمة أوبك أنه لا مسئولية لها نحو توفير المزيد من النفط في الأسواق لأن كميات العرض كافية .
وكانت الأسعار قفزت أولا في بداية الأسبوع حين سجل الخام الأمريكي يوم الثلاثاء 118.95 دولار ، وتزامن ذلك مع وصول الدولار اقل قيمه على الإطلاق مقابل اليورو حيث بلغ سعر اليورو 1.60 دولار ، وهكذا فإن الدول من خارج عملة الدولار وتحديدا في منطقة اليورو سرعان ما تعوض غلاء النفط برخص الدولار ولا تتأثر كثيرا في هذه القفزات في سعر النفط ، وبينما تبقى العلاقات متشابكة في الأسواق العالمية فمن الصعب تحديد مسئولية ارتفاع الأسعار بين الدولار والنفط لكن الأكيد أن الدولار الضعيف دائما ما يدفع أسعار النفط إلى مزيد من الارتفاعات .
وفي حين لا يتوقع تحسن ملحوظ قادم سريعا على سعر الدولار مقابل العملات الأخرى وخاصة اليورو ، فإنه يمكن القول إن ارتفاع أسعار الخام هي التضخم ، وهذا ما يعانيه الاقتصاد الأمريكي يوما بعد يوم ، والخروج منه ليس قريبا في الأفق ، حيث من الصعوبة أن يقوم الاحتياط الفدرالي من أجل حل هذه المشكلة برفع أسعار الفائدة ، خاصة أن برنامج خفض الفائدة لا يزال مستمرا ، وهذا ما يبعد حلولا سريعة ويضيف الكثير من المشاكل على قدرات الاقتصاد الأمريكي .
لا شك أن الأسعار المرتفعة للوقود لها نتائج سلبية على المدى الطويل خاصة على الدول الأكثر حاجة للخام حيث ترتفع تكلفة المعيشة وتقل قدرات المستهلكين تدريجيا ، ففي الولايات المتحدة بلغ سعر جالون الوقود خمسة دولارات وهو ما ينذر بارتفاع مجدد لأجور النقل والمواصلات وإضافة المزيد من التكلفة على أسعار السلع والخدمات ، وفي دول أخرى يعتبر اقتصاده

ليست هناك تعليقات: